لو حملت عتبي الليالي

التفعيلة : البحر البسيط

لو حملَتْ عتبيَ الليالي

أو سمعتْ قلتُ ما بدا لي

لكنّ عذلاً كالنَّصح ضاعت

سلوكه في رقوع بالي

أخطبُ منهنّ ناشزاتٍ

لا يتعطّفن للبعالِ

عواقماً لا يلدن إلا

ما عقّ قلبي وعزَّ حالي

ما لزماني على احتشامي

في بسطهِ الجورَ لي ومالي

لو شاء ممّا احتملتُ منه

أخجله كثرةُ احتمالي

ولم يكن لي إلا صديقاً

لو فطن الدهرُ للرجال

عشْ واحدا أو فمتْ ولمّا

يعرك بجنبيك حبُّ قالي

ولم تَرِدْ فعلةً أُجاجاً

تُشَرعُ من قولةٍ زُلالِ

عرفتُ نفسي وما أعادي

فهو سواء وما أوالي

وقاد قلبي ألا أبالي

قلّةَ إنصافِ من أبى لي

ما ليَ من صاحبِيَّ إلا

من لم أرُعْه ثَلْمَ مالِ

وأرخَصُ الناسِ بي سماحاً

من أنا في حبّه أغالي

لامتْ على جلستي فظنَّت

خيراً بمطرورةِ النصالِ

رأت سيوفا ولا مَضاءٌ

وراءَ ما راق من صقالِ

وأنكرت صونيَ القوافي

عنهم وفي بذلها ابتذالي

لولا ابن عبد الرحيم يُصغِي

ما وُجد الشعر من مقالي

نشاطه للوفاء أضحى

نشط لساني من عقالِ

داوى بتأنيسه نفاري

طَبٌّ بأدوائه العِضالِ

أُكسبه الحمدَ بين ثاوٍ

من أثرٍ في العلا وخالي

ببنت شمس وبنت مال

تهتز مَيلاً من الهزالِ

فطنّبوا مائلاتِ أزر ال

حُبى وأرخَوا سجفَ الحجالِ

بيضُ البُنَى والوجوهِ سودُ ال

قدورِ حُصّاً حمر اللآلي

من حاضري البدوِ لم تدسهم

في البدو مستافةُ الرمالِ

ولم يَسمْهم هَجرُ انقلاب ال

جَنوبِ منهم إلى الشَّمالِ

كلُّ طويلِ النِّجاد زلَّت

عنه فضول البرد المذال

يوُضِحُ في الترب أخمَصاه

ما ترسم الخيلُ بالنعالِ

إن قصَّر السيفُ عن ضريب

أرفده بالخُطَى الطّوالِ

أبناءُ كسرى نشرتَ مجداً

ما أدرجت منهم الليالي

واليوم عن ملكهم حديثٌ

يُنبي بأيّامه الأَوالي

بنَوا على العدل كلَّ شيء

فانتخبوه يومَ اعتدالِ

خُمصُ الربى عنده بطانٌ

وعاطل الروض منه حالي

ما مطلتْ أرضَها سماء

فهو شفاءٌ من المِطالِ

قابلْ به الفطرَ خيرَ آت

يلقاك ثوباهما وتالي

ذا نعمة لا أخاف فيها

عليك إلا من الكمال

قلت لقومٍ خفَوا وبنتم

بيِّنةَ الرشد في الضلالِ

لا تعجبوا والدجى بهيمٌ

أن شدخت غرّة الهلالِ

غُضُّوا له حاسدين زرقاً

فالكحل في مقلة الغزالِ

حَطَّهُمُ وارتفعتَ عنهم

أنّك خاطرتَ في الكمال


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

سلا من سلا من بنا استبدلا

المنشور التالي

أعينوني على طلب المعالي

اقرأ أيضاً