لمن الظعن تهتدي وتجور

التفعيلة : البحر الخفيف

لمن الظُّعْنُ تهتدي وتجورُ

سائقٌ منجدٌ وشوقٌ يغيرُ

تُتبعُ الخطوَ قاهراً بين أيدي

ها ومن خلفها هوىً مقهورُ

وهي في طاعةِ التلفُّتِ حيَّا

تٌ وفي طاعة الحبالِ سطورُ

ووراءَ الحُدوجِ في البيد أروا

حُ المقيمين في الديارِ تسيرُ

رفعوها وهي الخدورُ وراحوا

وهي مما تحوي القلوبَ صدورُ

يا عقيدي على الغرام بليل

قم وفيّاً وغيرك المأمورُ

وأَعِرْني إن كان ممّا يُعار ال

قلبَ أو كنتَ أنت ممّن يُعيرُ

لِيَ وِترٌ بين الركاب وأَوْلَى

من تولَّيتَ نصرَه الموتورُ

حكَمتْ في دمي فتاةٌ من الحي

يِ مباحٌ لها الدمُ المحظورُ

غادةٌ بين ظبيةِ البانِ والبا

نِ اهتزازٌ في خَلْقِها وفتورُ

بهما تَخلِسُ العقولَ وتَرعَى

في حِمَى كلِّ مهجةٍ وتُغيرُ

فمتى استعصمتْ فعاقلتاها

رَشأٌ أحورٌ وغصنٌ نضيرُ

مَن عذيري منها وأين من القا

تل يَجنِي ولا يُقادُ عذيرُ

قامرتني بطَرفها يومَ ذي البا

ن وراحت ولبِّيَ المقمورُ

دونها من إبائها شيمةُ الغد

ر ومن قومها القنا المشجورُ

قال عنها الواشون حقّاً فعِفْنا

وقنِعنا بالطيف والطيفُ زورُ

ومن النزْح صادقٌ وهو مذمو

م لدينا وكاذبٌ مشكورُ

زارنا بالعراق زَورةَ ذي الجَن

بِ وماوَانُ دونه فَجَفِيرُ

يركب الليل قعدةً والليالي

صَهَواتٌ فُرسانهنّ البدورُ

يقطعُ التيهَ والجمالُ دليل

بين عينيه والظلامُ خفيرُ

فإذا مَضْجَعي القضيضُ مهيدٌ

وإذا ليلِيَ الطويلُ قصيرُ

ما لظمياء تنطوي شِرَّةُ العم

رِ فيبلَى وحسنها منشورُ

وعظَ الشَّيبُ والحوادثُ فيها

وفؤادي ذاك المصرُّ الجسورُ

ومشيرٍ ولَّيتُهُ صفحةَ الإع

راض عنها والحبُّ لا يستشيرُ

نكِرَ البيضَ والصبابةَ بالبي

ضِ وأين الصِّبا وأين النكيرُ

إن تراني على يديك خفيفاً

سلسَ السهم مِقودي والقتيرُ

لَيِّناً تحت غمزة الحائلِ الفا

طرِ تنماعُ طينتي وتخورُ

فبما أكرهُ الحفيظَ ولا يَط

عم نوماً على انتباهي الغيورُ

غير عودي الملوِي وغير عصاي ال

ملتحِي بالملامةِ المقشورُ

حيث حُكمِي فصلُ القضاء على الده

ر وأمري على الحسان أميرُ

فخذ الآن كيف شئتَ بحبلي

قد كفاك الجذابَ أني أسيرُ

يا بني الدهر كم يَصَمّ عن الزج

رِ وكم يكمهُ السميعُ البصيرُ

سَقَمٌ ماطلٌ أما آن أن يف

رق شيئاً على الرُّقَى المسحورُ

ملكَ الجورُ أمرَكم فالفتى المغ

رورُ بالعيش فيكُمُ معذورُ

فتساقيتم الفراقَ بكأسٍ

هي فيكم على السماء تدورُ

كلّ يومٍ حقٌّ مضاعٌ عليكم

ووفاءٌ لديكُمُ مكفورُ

يفرحُ المنتشِي بها اليومَ أو ين

سَى غداً ما يكابد المخمورُ

وثناءٌ تزكو تجارةُ أعرا

ضِكُمُ منه وهو فيكم يبورُ

وجناحٌ إذا المنى ريَّشتْهُ

عاد فيكم باليأس وهو كسيرُ

وأخٌ وجهه الحيا البارد العذ

بُ ومكنونه الأُجاجُ المريرُ

عُدَّتي منه رَثَّةٌ وعديدي

يومَ ألقى العدا به مكثورُ

ومتى هُزَّ للحقوقِ نبا من

هُ صديقٌ يكورُ ثمَّ يحورُ

وافترقنا وقد سلا الغادرُ الها

جرُ منّا وما سلا المهجورُ

لو تأسّي بكاملٍ كلُّ من يس

ألُ نَصْفاً لم تلقَ خَلْقاً يجورُ

تلك طُرْقٌ على المسالك عميا

ءُ وظهرٌ على العراك عسيرٌ

وعناءٌ على النواظر أن يُط

لَبَ للشمس في السماء نظيرُ

ترك الناسَ خلفَه سابق النا

سِ وقافت به الصَّبا والدَّبورُ

وسما للعلا فأشرقَ من أش

رفِ أفلاكها الهلالُ المنيرُ

طالباً قدرَ نفسه يكفُل السع

يَ له النجاحُ والمقدورُ

همّةٌ قارنت قريناً من السع

د فسارت في الأفق حيث يسيرُ

وعطايا رأت معيناً من الشك

ر فدامت ما كلُّ مُعطىً شَكورُ

ولد الدهرُ منك والدهرُ هِمٌّ

ما تمنّت على الشباب الدهورُ

واستقلّت بنعمة اللّه جنبا

ك وكلٌّ بثقلها مبهورُ

ورأى الناسُ معجزاتِك فاستي

قن من شكَّ واستجاب الكَفورُ

فسماحٌ أعمَى مسحتَ بكفَّي

ك عليه فارتدَّ وهو بصيرُ

ودفينٌ من الفضائل نادا

ك من التُّربِ مَيْتُه المقبورُ

مستجيراً من الردى بك فانتا

شَ فأعجِبْ بميِّتٍ يستجيرُ

جدتَ عذبَ الندى غزيراً وجودُ ال

غيث ملحٌ في سُحبِه منزورُ

وتعذَّرتَ من كثيرك والبح

رُ وقد قلَّ رفدُه معذورُ

في زمانٍ إذا الرجالُ سخَوا في

ه فما فرطُ نَيْلهم تبذيرُ

جودُ من لا غداً يَخافُ ولا اليو

م عليه مُسَيطرٌ ومشيرُ

سائرٌ بالثناء وهو مقيمٌ

وغنيٌّ بالذكر وهو فقيرُ

زاده بالثنا ولوعاً ووجداً

قولُ قومٍ هذا هو التدبيرُ

لك يومان في الندى شائعٌ با

دٍ ومُلْقىً قِرامُهُ مستورُ

فعطاءٌ وربُّه مشكورُ

وعطاءٌ وربُّه مأجورُ

قد أريقت إلّا لديك المروءا

ت وضاقت إلّا عليك الأمورُ

وتفردتَ بالمحاسن في ده

رٍ بأوصافه تُشاهُ الدهورُ

ملكَ العجزُ فيه ناصيةَ الفض

لِ فطالت ذُرَى الجبالِ الصخورُ

وتواصى الرجالُ باللؤم حتى ال

مجد عارٌ والجودُ ذنبٌ كبيرُ

أقحطتْ أوجهُ البلادِ ومِن حو

لك للخِصبِ روضةٌ وغديرُ

فإلى بابك الحوائجُ تحدو

ولك العِيرُ في العلا والنفيرُ

عادةٌ من ورائها شافعُ النف

س وأصلٌ بفرعه منصورُ

واكتسابٌ أعانه شرفُ المي

راثِ والمجدُ أولٌ وأخيرُ

ويميناً لَمَنْ تمدُّ بأعرا

قك في الفخر أن يسودَ جديرُ

دوحةٌ من ثمارها أنت والمَغ

رَسُ منها بَهرامُ أو أردشيرُ

خير ما تربةٍ على الأرض لم يُش

عَبْ على اللؤم طينُها المفطورُ

طاب صلصالُ عِيصها وبريّا

ها ثرىً ماجدٌ وماءٌ طهورُ

قومُك الغالبون عزّاً وهم قو

مي على الأرض وهي ماءٌ يمورُ

ركِبوا الدهرَ وهو بعدُ فَتيٌّ

جَذَعٌ وهو قارحٌ مقرورُ

ملكوا الناس آمرين وما في ال

ناس إلّا مستعبَدٌ مأمورُ

كلُّ خوفٍ بهم أمانٌ ومهجو

رِ خرابٍ بعدلهم معمورُ

أيّ مجدٍ يضمُّنا وفخارٍ

يومَ أنسابُنا إليه تصيرُ

إن يَفُتنا الخطيبُ والمِنبر المن

صوبُ فالتاج حظُّنا والسريرُ

حسْبنا أن تعلَّم الملكُ منّا

والسياساتُ فيه والتدبيرُ

وكفيناه أمرَ رستُمَ في الحر

بِ إذا عُدِّد الرجالُ الذُّكورُ

والذي قد سَقَى من الدمِ ذو الأك

تاف حتى روَّى الثرى سابورُ

ولدوا منك كوكباً ضوءُه السا

ري دليلٌ عليهِمُ ونذيرُ

واستسلُّوا لفخرهم من لساني

صارماً غَربُهُ الكلامُ الغزيرُ

تُحطَمُ الذُّبَّلُ الصِّعَادُ ويَسرِي

صدأ السيف وهو ماضٍ طريرُ

فلهذا إذا مدحتُك في عِز

زِي أسَدِّي وفي علائي أُنيرُ

منك أن تُحسنَ الصَّنيعَ وأن تر

عَى ومنّي التنميقُ والتحبيرُ

وكلانا بحظِّه من أخيه

جَذِلٌ يومَ كسبه مسرورُ

غير أني يبقَى قليلُ الذي أع

طِي ويفنَى عطاؤك الموفورُ

كلّ كنزٍ في الأرض تأكلُه الأر

ضُ وكنزي مؤبَّد مذخورُ

وسوى ما أقول جَندَلةٌ تُق

ذَفُ في الماء أو سفاءٌ يطيرُ

كَلِمٌ أعور المعادن مطرو

قٌ ومعنىً مردّدٌ مطرورُ

سرقاتٌ خُلْسٌ كما يرد المذ

عورُ خوفاً أن يصطلي المقرورُ

ولعمري إن القريضَ إذا عُد

دَ كثيرٌ وما يَسيرُ يسيرُ

لِيَ وحدي إعجازهُ والدعاوَى

طَبقُ الأرض فيه والتزويرُ

ويُطيقُ المغمَّرون الذي أب

دعَ فيه طريقه المسطورُ

غرقوا منه في بحور الأعاري

ض وكيف المنصوب والمجرورُ

واليتامَى من دُرِّه في خليج

ضَيِّق ليس منه هذي البحورُ

وإذا المهرجانُ جاءك يهدي

ه فقد طاب زائرٌ ومَزورُ

ذاك يومٌ فردٌ وذا كَلِمٌ فص

لٌ وكلٌّ بفضله مشهورُ

فاقتبلْ منهما السعودَ وباكر

صفوةَ العيش فالمعاشُ البُكورُ

وتملَّ الزمانَ تجري على حك

مك قسراً أيّامُه والشهورُ

تقع الدائرات دونك حَسرَى

ورحاها على عداك تدورُ

غُصّة الغيظِ حظُّ حاسدك البا

غي وحظّاك غِبطةٌ وسرورُ

نام عنك المكلَّفون وليلي

ساهرٌ ما لنجمه تغويرُ

نَفَسٌ طال كان لولاك يغني ال

عفوُ منه ويُقنع الميسورُ

فوفاءً أبا الوفاء فلم تُقْ

ضَ إذا ما لم تَقْضِ فيَّ النذورُ

كن غيوراً عليّ من أن يلي غي

رك نصري إن الكريمَ غيورُ

فكثيرُ الجزاءِ منك قليلٌ

وقليلٌ من آخرين كثير


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لعمر الواشيات بأم عمرو

المنشور التالي

رق لبغداد القضاء والقدر

اقرأ أيضاً