إما تقومون كذا أو فاقعدوا

التفعيلة : بحر الرجز

إمَّا تقومونَ كذا أو فاقعدوا

ما كلّ من رام السماءَ يَصعدُ

نامَ على الهُونِ الذليلُ ودرَى

جفنُ العزيزِ لِمَ بات يَسهَدُ

أخفُّكم سعياً إلى سودَدِه

أحقُّكم بأن يقالَ سيِّدُ

عن تعبٍ أُورِدَ ساقٌ أوّلاً

ومَسحَتْ غرَّةَ سَبَّاقٍ يدُ

لو شرُفَ الإنسان وهو وادعٌ

لقطعَ الصمصامُ وهو مغمَدُ

هيهات أبصرتَ العلاءَ وعشَواً

عنه فضلُّوا سُبلَه وتَجِدُ

يا عمدةَ الملكِ وأيُّ شرفٍ

طالَ ولم ترفعه منكم عَمَدُ

للّه هذا اليومُ يوماً أنجز ال

دهرُ به ما كان فيه يَعِدُ

لما طَلعتَ البدرَ من ثَنِيَّةٍ

تُجلَى بها عينٌ وعَينٌ تَرمَدُ

من شَفَقِ الشمسِ يُسَدَّى ثوبُها

وتُلحَمُ الجوزاءَ أو تُعَمَّدُ

دقَّ وجلَّ فهو إن لامستَهُ

سَبْطٌ وإن مارسته مُجَعَّدُ

متوَّجاً عمامةً وإنما

عمامةُ الفارس تاجٌ يُعقدُ

ممتطياً أتلعَ لو حبستَهُ

تحتك قيل فَدَنٌ مُشَيَّدُ

مناقلاً بأربعٍ كأنّما

يلاطم الجليدَ منها جَلْمَدُ

وقَّرها خوفُك فهو مطلَقٌ

يَنقُلُها كأنّه مقيَّدُ

خَفَّ بطبع عِتقِه وآده

ثِقلُ الحُلَى فمشيهُ تأوُّدُ

مقلَّداً مهنّداً ما ضمَّه

قبلَك إلا خافه مقَلَّدُ

أبيض لا يعطيك عهداً مثلُه

إذا أخوك حالَ عمّا تَعهَدُ

إذا ادرعتَ في الدجى فقَبَسٌ

وإن توسّدتَ الثرى فعضُدُ

ما اعتدتَ كسبَ العزِّ إلا مَعَهُ

والمرء مَشَّاءٌ وما يُعَوَّدُ

ما زال فخر المُلك في أمثالها

يرشُدُ في آرائه ويسعدُ

فكيف لا وأنت من فؤاده

عزّاً وعينيه المكانُ الأسودُ

ولو ركبتُ أرحلاً لكان لي

فيك بُراقٌ بالمنى مزوَّدُ

أنت الذي جمعتَني من معشرٍ

شملُ العلاء بينهم مبدَّدُ

كأنني آخذُ ما أُعطيهُمُ

من مِدَحي إذا نطقتُ أُنشِدُ

أبحتَني مجدَك إذ أرحتني

ممّن أذمُّ منهُمُ وأحمَدُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لا تلمس الشمس يد

المنشور التالي

أبلاغور تشتاق تلك النجودا

اقرأ أيضاً