أَستنجِد الصبر فيكم وهو مغلوب

التفعيلة : البحر البسيط

أَستنجِدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ

وأسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ

وأبتغي عندكم قلباً سمحتُ به

وكيف يرجِعُ شيءٌ وهو موهوبُ

ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكُمُ

حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ

أستودع اللّهَ في أبياتكم قمراً

تراه بالشوق عيني وهو محبوبُ

أَرضَى وأسخطُ أو أرضَى تلوُّنَه

وكلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ

أمَّا وواشيه مردودٌ بلا ظَفَرٍ

وهل يُجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ

لو كان يُنِصفُ ما قال أنتظرْ صِلَةً

تأتي غداً وأنتظارُ الشيء تعذيبُ

وكان في الحبِّ إسعادٌ ومُنعطَفٌ

منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ

يا لَلوَّاتي بَغضنَ الشَّيْبَ وهو إلى

خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ

تأبَى البياضَ وتأبَى أن أسوِّده

بِصبغةٍ وكَلا اللونَيْنِ غِربيبُ

ما أنكرتْ أمسِ منه ناصلاً يقَقاً

ما تُنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ

ليتَ الهوى صان قلبي عن مَطامعه

فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ

إني لأسغَبُ زهداً والثرى عَمَمٌ

نبتاً وأظما وغَرْب الغيثِ مسكوبُ

ولا أَرِقُّ لحِرصٍ خابَ صاحبُهُ

سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ

عُقَبى الطماعة في مالٍ يُمَنُّ به

عُصارةٌ لا يُغطِّى خُبثَها الطِّيبُ

طَهِّرْ خِلالَك من خِل تعابُ به

وأسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ

إني بُليت بمضْطَرٍّ رفيقُهُمُ

والماءُ يملُحُ وقتاً وهو مشروبُ

كم يوعد الدهرُ آمالي ويُخلِفُها

أخاً أُسَرُّ به والدهرُ عُرقوبُ

أسعَى لمثل سَجايَا في أبي حَسَن

وهل يُبَلِّغني الجوزاءَ تقريبُ

فِدَى محمدٍّ المنسيِّ نائلُهُ

مُرَاجِعٌ نيلُه المنزورُ محسوبُ

حالٌ تحدّثه الأحلامَ جاهلةً

لحاقَهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ

إن قدَّم الحظُّ قوماً غالطاً بِهِمُ

أو بَيَّنتهمْ عِناياتٌ وتقريبُ

فالسيف يُخْبَرُ قَطْعاً وهو مدَّخَرٌ

والطِّرْفُ يكرَمُ طبعاً وهو مجنوبُ

حذارِ من حَدَثِ النَّعماء مؤتنَفٍ

علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ

تسوءه سائلا مِن أين سؤددُه

إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ

أأنت أنت وفي الدنيا أبو حَسَن

صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ

إذا رأيتَ ذويلَ السَّرْح آمنةً

لم يَحْمِها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ

يا مُلبسِي الغرّاءَ ضافيةً

عليَّ إن قَلَصتْ عنِّي الجلابيبُ

عَلِقْتُ منك بعهدٍ لا مَواثِقُهُ

تُنَسى ولا حبلُه بالغدر مقضوبُ

وأحمدَتْك أختباراتي وقد سَبَرتْ

غَوْرَ الرجال وكدَّتها التجاريبُ

فلتجزِيَنَّك عنّي كلُّ غاديةٍ

لها من الكِلَمِ الفيَّاضِ شُؤبوبُ

إذا وسَمتُ حَيَاها باسمك أنحدرتْ

له الزُّبَى وأطاعته المصاعيبُ

فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ

سَبْعا وعَلَّقَ بالأستارِ مكروبُ

تُرجَى وتُخشَى فَسيحَ الباب ممتنِعاً

إن الكريمَ لمرجُوٌّ ومرهوبُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قالوا رضيت قلت ما أجدى الغضب

المنشور التالي

رعى الله في الحاجات كل نجيب

اقرأ أيضاً