قف بالعقيق وسل نسيم رياحه

التفعيلة : البحر الكامل

قِفْ بالعَقيقِ وسَلْ نَسِيمَ رياحِهِ

هل من سَلامٍ تحتَ طيِّ وِشاحِهِ

ولَعلَّهُ بالجِزْع باتَ عَشيةً

فتوَسَّدَ الرَيحانَ بينَ بطاحِهِ

دارَ الأحِبَّةِ جادَ مَغناكِ الحَيا

وكَساكِ بُرْدَ خِزامهِ وأقاحِهِ

إن كانَ بانَ الرَّكبُ عنكِ بعينهِ

فقُلوبُنا لم تَخْلُ من أشباحِهِ

طُبعَ الزَمانُ على العِنادِ فلم يزَلْ

يَغْتالُ بينَ غُدُوِّهِ ورَواحِهِ

فالوَيلُ بينَ صباحِهِ ومَسائِهِ

والعَولُ بينَ مَسائِهِ وصَباحِهِ

لِلدَّهرِ في الأحكامِ بابٌ مُغلَقٌ

لا يَهتدِي أحَدٌ إلى مفتاحِهِ

شَهْدٌ وصابٌ في مَشارِبِ أهلِهِ

والكلُّ يَرتَشِفُونَ من أقداحِهِ

يَتَقلَّبُ الثَكْلانُ في أحزانِهِ

كَتَقلُّبِ الجَذْلانِ في أفراحِهِ

فيطيِبُ للجَذلانِ صَوتُ غنائِهِ

ويَطيبُ للثَكْلانِ صَوْتُ نُواحهِ

ولَقَدْ غَزَتْ قلبي الهُمومُ بجَيْشها

دهراً فكانَ الصبرُ خيرَ سِلاحهِ

والصَبرُ يكفي القلبَ جُرحاً حادثاً

إن كانَ لا يَشِفي قديمَ جِراحِهِ

رَوَّضتُ نفسي بالرِّضَى منذُ الصِّبى

فجَنيتُ طِيبَ النَّفسِ من أدواحِهِ

والنَّفسُ كالمُهرِ الجَمُوحِ إذا نَشَا

في جَهلِهِ أعياكَ رَدُّ جماحِهِ

إن أنتَ لم تُصلِحْ طَريقَكَ يافعاً

فإذا كَبِرْتَ عَجَزْتَ عن إصلاحِهِ

والجهلُ مثلَ الدَّاءِ يَرسُخُ في الفَتى

فيسُدُّ عن بُقراطَ نَهْجَ فَلاحِهِ

وبمُهجتي شَوقٌ قديمٌ لم يزلْ

لقديم حُبٍّ حالَ دُونَ بَراحِهِ

رَبعٌ يَسُرُّ الناظرينَ بحُسنهِ

ويُبشِّرُ العافي بُحسنِ نَجاحِهِ

الفخرُ بينَ بُرُوجهِ وسُرُوجهِ

والنَّصرُ بينَ سُيوفهِ ورِماحِهِ

ولَقد كَتَبتُ إلى الحبيبِ رسالةً

تَشتاقُ صَفْحتُها اغتِنامَ صِفاحِهِ

لو طارَ شوقٌ قَبلَها بصَحيفةٍ

طارَتْ إليهِ على خُفُوقِ جَناحهِ

ضَمَّنتُها مما تَضمَّنَهُ الحَشا

ما يَعجِزُ المِنطيقُ عن إيضاحِهِ

حَسْبُ اللبيبِ إشارةٌ يَغْنَى بها

داعيهِ بالإيماءِ عن إفصاحهِ

هَهياتِ لا يَهْدِي ضِياءُ الصُبحِ مَنْ

لا يَهتدي بالضَوءِ من مِصباحهِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هذه رسالة صب دائم القلق

المنشور التالي

تقول لقلبي ربة الأعين النجلر

اقرأ أيضاً