تقول لقلبي ربة الأعين النجلر

التفعيلة : البحر الطويل

تقولُ لقلبي رَبّةُ الأعينِ النُجْلِ

أفِقْ لا تَقِفْ بينَ الصَوارِمِ والنَبْلِ

قدِ استَعْبَدَتْهُ عينُها وَهْيَ عبدةٌ

فيا ويلَ عبدِ العبدِ ذُلٌّ على ذُلِّ

فَتاةٌ يَغارُ العِقدُ من حُسنِ جيدها

وتَضحَكُ عُجباً مُقلتاها على الكُحلِ

بَكَيتُ وقد أرْختْ سُدولَ قِناعِها

فقالَتْ جَرَتْ هذي السَحابةُ بالوَبلِ

مُهفهَفةُ الأعطاف تَخطِرُ كالقَنا

بمُعتدلٍ لا شَيءَ فيهِ من العَدْلِ

تَكادُ لهَضْمِ الكَشْحِ تجعلُ عِقدَها

نِطاقاً كما يُستبدَلُ المِثْلُ بالمِثلِ

أسالَتْ على وَردِ الخُدودِ ذُؤابةً

لخَوْفِ ذُبولٍ قد تلَّقتْهُ بالظِلِّ

وخَطَّتْ لخَوفِ العَينِ بالوَشم رُقْيةً

على مِعصَمَيها كالفِرِندِ على النَصْلِ

تَبدَّتْ وما أعمامُها من قَضاعةٍ

تُعَدُّ ولا أخوَالُها من بني ذُهلِ

وما رَفَضتْ منهم سِوَى الجود والوَفا

ولا حَفِظتْ منهم سِوَى النَّهبِ والقتلِ

يلومونَني أن أحملَ الذُلَّ في الهَوَى

كأنهُمُ لم ينظُروا عاشِقاً قَبْلي

إذا لُمتَ من لا تَكسِرُ القَيدَ رِجلُهُ

فإنك أولى بالمَلامةِ والعَذلِ

إلى الله أشكو جَوْرَ فاتنتي التي

لئِنْ رَضِيَتْ قلبي فقد زِدْتُها عقلي

واشكرُ مَولانا الكريمَ الذي بهِ

غَدَت مُهجتي عن كلِّ ذلكَ في شُغلِ

إمامٌ من الأفرادِ قُطبُ زَمانِهِ

ومالكُ رِقِّ العلمِ في العَقلِ والنَقلِ

عليهِ من الهادي الذي هُوَ عبدُهُ

سَلامٌ عِدادَ القَطرِ أو عَدَدَ الرَّملِ

هو العالمُ العلاّمةُ العاملُ الذي

لدى رَبِّهِ قد قامَ بالفَرْضِ والنَفْلِ

إذا ما رَقِي مَتْنَ المَنابرِ خاطباً

تقولُ رَسولٌ جاءَ في فَتْرةِ الرُسْلِ

أتاني كِتابٌ منهُ أحيا بوَفدِهِ

فُؤادي كفيضِ النِّيل في البَلدِ المَحْلِ

أحَبُّ إلى الأسماعِ من لحْن مَعبدٍ

وأعذَبُ في الأفواهِ من عَسَلِ النَحلِ

تَفضَّلَ بالمدحِ الذي هُوَ أهلُهُ

فلم أستَطعْ شُكراً على ذلك الفَضلِ

لئنْ لَم يصِبْ ذاك الثَّناءُ فحبَّذا

تكلُّفُ مثلِ الشَّيخِ ذلكَ من أجلي

لكَ اللهُ يا مَن جَلَّ ذِكراً ومِنّةً

فحُقَّ لهُ التَفضيلُ في الاسمِ والفعلِ

ويا من تُلبِّيهِ القوافي مغيرةً

بأخفَى على الأبصارِ من مَدرَج النَمْلِ

إليكَ عَرُوساً تَستحي منكَ هَيْبةً

لِذَاكَ قد التَفَّتْ وسارتْ على مَهْلِ

قد استُودِعَتْ قلبي الكليمَ وما دَرَتْ

فكان كذاك الصَّاع في ذلك الرَحلِ

أتُوقُ إلى تلكَ الديارِ وأهلِها

جميعاً كما تاقَ الغَرِيبُ إلى الأهلِ

وإني لأرضَى بالكِتابِ على النَّوَى

إذا لم يكُنْ لي من سبيلٍ إلى الوَصلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قف بالعقيق وسل نسيم رياحه

المنشور التالي

لمن الخيام ومن هنالك نازل

اقرأ أيضاً