أرثي ويا ليت شعري من سيرثيني

التفعيلة : البحر البسيط

أرِثي ويا ليتَ شِعري مَنْ سَيَرْثيني

قد حانَ ذلكَ أم يَبقَى إلى حِينِ

كُلٌّ أسِيرُ المَنايا لا فِدَاءَ لهُ

فيُحسَبُ الحَيُّ مَيتاً غيرَ مدفونِ

قُلْ للذي تاهَ في دُنياهُ مُفتخراً

ضاع افتخارك بين الماء والطينِ

إذا تفقَّدتَ في الأجداث معتبِراً

هناك تنظرُ تيجانَ السلاطينِ

وَيلاهُ من هذِهِ الدُّنيا على خَطَرٍ

فتلكَ أضعفُ مِن زهرِ البساتينِ

نُمسي ونصبحُ في الدُّنيا على خطرٍ

فليسَ يومٌ ولا ليلٌ بمأمونِ

قد مَلَّ قلبي حَياةً لا جَمالَ لها

إلاّ مَشُوباً بتَشويهٍ وتَهْجينِ

قَلبٌ أرَى في دِيارِ الشَّامِ مَنزِلَهُ

وصَبرَهُ في دِيارِ الهِندِ والصِّينِ

في كلِّ يومٍ بَلاءٌ غيرُ مُحتَسَبٍ

ولَوعةٌ بفِراقٍ غيرِ مظنونِ

لم يَترُكِ الدَّهرُ عيناً مِنْ أحبَّتِنا

لكِنَّهُ تَرَك الآثارَ تُشجيني

لَهْفي على ذلكَ البدرِ الذي كَسَفَتْ

جَمَالهُ الأرضُ ولو يَبقَى كعُرْجونِ

من بعِدهِ أظلَمَتْ أبصارُنا فرَأتْ

نهارَ أيلُولَ فيها ليلَ كانونِ

وَيلاهُ كم في صُروفِ الدهرِ من عَجَبٍ

وأنتَ في البحثِ عنها غيرُ مأذونِ

يُعطي ويمَنَعُ لا حَمْدَ الكريمِ ولا

عُذْرَ البَخيلِ ولا حِفظَ القوانينِ

كم سادَ في الدِّينِ والدُّنيا بحوزتَهُ

من ليس يَصلَحُ للدنيا ولا الدِّينِ

ومات من تشتهي الدُّنيا سلامتَهُ

وعاشَ مَن موتُهُ أشْهَى الرَياحينِ

هذا قَضاءُ الذي في عَرشِ قُدْرَتِهِ

يُصرِّفُ الأمرَ بينَ الكافِ والنونِ

فاصبِرْ وَإنْ شِئتَ فاجزَعْ إنْ قَدَرْتَ على

دفعِ البَلاءِ وتَعدِيلِ الموازينِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قف فوق رابية تجاه المسجد

المنشور التالي

لمن الهوادج في عراء الهوجل

اقرأ أيضاً

يفسح الراحلون للقادمينا

يَفْسَحُ الرَّاحِلُونَ لِلْقَادِمِينَا أَحْسَنَ اللهُ حَظَّكُمْ يَا بَنِينَا إِحْفَظُوا غَيْبَنَا وَأَغْضُوا عَنِ التَّقْ صِيرِ مِنَّا فِي شَوْطِنَا وَاسْبَقُونَا…

سموه عمرا فصحفنا اسمه غمرا

سَمَّوْهُ عَمْراً فَصَحَّفْنَا اسْمَهُ غَمَراً فَبَيِّنَ الدَّهْرُ مِنَّا مَوْضِعَ الغلطِ فأَصْبَحَتْ عَيْنُهُ غَيْناً بِنُقْطَتِها وطالَما ارْتَفَعَ التَّصْحِيفُ بالنُّقَطِ