جاد الزمان بنعمة متصدقا

التفعيلة : البحر الكامل

جادَ الزَّمانُ بنعمةٍ مُتَصدِّقا

فشكرتُ نعمتَهُ ولستُ مُصدِّقا

يا نعمةً طَفَحتْ عليَّ غَلِطتُ بل

شَمَلَت جميعَ السَّاكنينَ المَشرِقا

حَمَلت لنا بَشرَى السُّرورِ سفينةٌ

حقٌّ على أخشابها أن تُورِقا

قد كانَ ذاكَ أسَرَّ لي من شَحْنِها

بالدُّرِ حتى أوشكتْ أن تغرقا

يا رأسَ زاويةِ العشيرةِ لا تَدَعْ

من بعدِكَ البُرجَ الحصينَ مُمزَّقا

ما كنتُ أرضَى بالبقا يوماً إذا

قالوا فُلانٌ قد مَضَى ولكَ البقا

يا ثغرَ بيروتَ ابتسمْ متهلِلاً

وليَبتهجْ شَجَرُ الغياضِ مُصفِّقا

ولتَرْقصِ اللّججُ العظيمةُ حولها

طرباً ويطفحْ نهرُها متدفِّقا

ولتلَبسِ الأرض الأريضةُ سُندُساً

خَضْراً ويلبَسْ زَهرُها الإسْتبرَقا

وتَجُرُّ أرواحُ النَّسائِمِ فوقَها

ذيلاً من المِسكِ الذَّكيِّ مُفتَّقا

عادَ الذي ابتهجَ الكلامُ بوَفْدِهِ

طرَباً وقد هنَّا البيانُ المَنطقِا

لا تُخبِروا عنهُ الطُّروسَ فربَّما

تلقي سوادَ الحبرِ من فرحِ اللِّقا

من عاشَ في دنيا التَّجاربِ لم يزلْ

متقلِّباً بينَ السَّعادةِ والشَّقا

هي حَوْلَنا ماءٌ وطينٌ فانظُروا

مَن خاضَ بينهما أيَطمعُ في النَّقا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

على نادي أحبتنا الكرام

المنشور التالي

يا نفس هل من أمر ربك عاصم

اقرأ أيضاً

وأخ بشعت بعرفه ومذاقه

وَأَخٍ بَشِعتُ بِعُرفِهِ وَمَذاقِهِ وَمَلِلتُ عُنفَ قِيادِهِ وَسِياقِهِ فَمَنَحتُهُ بَعدَ الوِصالِ قَطيعَةً شَدَّت عَلى الزَفَراتِ عِقدَ نِطاقِهِ فَاِذَهب…