كيف هذي الدنيا وهذا الزمان

التفعيلة : البحر الخفيف

كيفَ هذي الدُّنيا وهذا الزَّمانُ

كلَّ يومٍ يُقالُ ماتَ فُلانُ

يَجذِبُ البعضُ بعضنا فبأيدي

كلِّ مَيْتٍ لكلِّ حيٍّ عِنانُ

إِنَّما دارُنا التي نحنُ فيها

دارُ حربٍ فليس فيها أمانُ

إن نزلنا أرضاً فنحنُ غُبارٌ

أو شَبَبْنا ناراً فنحنُ دخانُ

لم نَزَلْ بين فُرقةٍ واجتماعٍ

كلَّ يومٍ للهِ في الخَلْقِ شانُ

غَرَبَ النَّيِّرانِ في الشَّرقِ عنَّا

فاستمَّرتْ في الظُّلمةِ الأجفانُ

فجعةٌ أكمَدَ النَّهارَ دُجاها

فتبَاكَى النَّيروزُ والمِهرَجانُ

غَضِبتْ بعدها الخُيولُ على اللج

مِ كما أنكرَ القَناةَ السِّنانُ

وعَلَتْ رَنَّةُ النُّواحِ وسالتْ

دُرَرُ الدَّمعِ بينها المَرْجانُ

أيُّها الرَّاحلانِ عنَّا رُويداً

قد أذابت قلوبَنا الأشجانُ

إن تولاَّكُما البِلَى فلَعمري

ليسَ تَبلَى الهمومُ والأحزانُ

هكذا الحُبُّ في حياةٍ وموتٍ

دامَ فيهِ تألُّفٌ واقتِرانُ

فسلامٌ عليكما كلما هبْ

بَ نسيمٌ وصافحتهُ الجِنانُ

وسقَى ذلكَ الترابَ سحابٌ

يَمطُرُ العَفْوُ مِنهُ والرُّضوانُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ضاق الرثاء بنا من فرط ما اتسعا

المنشور التالي

لم يبق شكرك في فؤادي موضعا

اقرأ أيضاً