تنزه عن بني الدنيا وعاد

التفعيلة : البحر الوافر

تَنَزَّه عَن بَني الدُنيا وَعادِ

أُناساً مِن بَقيّة قَوم عادِ

وَلا تَترك جَواد الحَزم يَغدو

لِمضمار الفَضائل غَير عادي

وَإِن يَبغي الجهول عَليك فاِصبر

فَإِنّ البَغيَ مَصرع كُلّ عادي

وَلا تك يا نَقيَّ العرض تصحب

دنيّا دَاؤه لَكَ شَرّ عادي

فَإِنّ الغَدر بِالأَسفال طَبع

وَإِنّ المَكر بِالأَسفاه عادي

عَرَفت بَني الزَمان فَلا تُؤمّل

بِهم خَيراً تَضلّ عَن الرَشادِ

إِلى كَم ذي الإِقامة بَينَ قَوم

أَرادوا خَيبَتي وَبَغوا عِنادي

وَحتّامَ أجمل غَرس وَدّي

وَهُم شَرٌّ عَلَيهِ مِن الجَرادِ

وَما عَيش الحليم بِأَرض حُمقٍ

أَعدّو الجَهل زاداً لِلمَعادِ

وَما تَعليل نَفسي في أُناس

أَضرّ عَلى العَليل مِن السُهادِ

خبرت بَني الزَمان فَلَيسَ عِندي

لَهُم ودٌّ فَأَمنحهم وِدادي

فَلا مَكر لَهُم عَنّي بِخاف

وَلا سرٌّ لَهُم عِندي بِبادي

فَيا نَفس اِقطَعي صِلة التَداني

فَحَسبك لا تكيد وَلا تكادي

لَو اِنتَقَد الزَمان بَنيه خبراً

لَما أَربى عَلى حُسن اِنتِقادي

وَلي نَفس مَقام الذُلّ تَأبى

وَلو رفعت عَلى السَبع الشِدادِ

تَرى رَفضَ اللئيم أَجلّ فَرضٍ

وَخَفر ذِمامِهِ خَير اِعتِقادِ

عَلامَ تَضيق بي أَعطان قَومي

وَأرض اللَه واسعة المَهادِ

سَأُقصي عَن مَنازلهم دِياري

وَأبعد عَن بِلادهم بِلادي

وَأسري في الفَلاة بِلا أَنيس

سِوى وَحش السَباسب وَالوهادِ

وَأَفري بِالمطهّم كُلّ حزنٍ

أَجوب بِهِ بِلا ماءٍ وَزادِ

لِعلمي أنّ عِندَ اللَه رِزقي

وَباب اللَه منهلُ كُلّ صادي

وَمَن طَلَب المَفاخر وَالمَعالي

يَهيم بِحُبِّها في كُلّ وادي

فَإِن يَرَ وَصلَها سَهر اللَيالي

وَجافى جفنه سنةَ الرقادِ

فَلا ماضي الزَمان بِمستعادٍ

وَلا ما فات مِنهُ بِمُستَفادِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

زن بالفضائل مجد جدك

المنشور التالي

ليت من يبكي على مفتقد

اقرأ أيضاً