وافت تتيه فما رنت لك جذرا

التفعيلة : البحر الكامل

وافَت تَتيه فَما رَنت لَكَ جذرا

إِلّا أرتك مِن اللحاظِ غَضَنفَرا

هَيفاء رَنّحها الصبا فَكَأَنَّما

سقيت مَعاطفها العَواطف مكسرا

وَأمالها عزُّ الدَلال فَخلتها

غُصناً ثَنَتهُ لِيَ الشَمائل مُثمِرا

وَتَبسّمَت فَجَلت عَوارض أَغيدٍ

أَحوى حَوى كلّ المَحاسن أَحوَرا

فَنَظرت ما بَين العذيب وَبارق

دَمعي وَصَبري منجداً وَمغورا

ما رحت ياقوت المَدامع ناثِراً

إِلّا رَأَيت الثَغر يَنظم جَوهَرا

فَكَأَنَّما هُوَ مِن نِظام مُهذَّبٍ

حُرٍّ برقّته سَما أَسمى ذرى

فطن تسمّى بِالخَليل لِأَنَّهُ

يروي الوَفاء عَن الَّذي سَنّ القرى

هُوّ ذَلِكَ الخلّ الوَفيّ فَلا خَلا

مِنهُ حِمىً بِاللطفِ أَصبَح مُزهرا

أَمسى يَصوغ حلى القَريض بِفكرةٍ

لا تُخطئُ المَعنى البَديع تَدبّرا

وَنَباهة بِصَفاءِ ذهنٍ رائِقٍ

لَم يَغدُ منهلهُ الشَهيُّ مكدّرا

أَهدى لَنا عَذراء شَمس فَصاحَةٍ

عَن وَجهِها صُبح البَلاغة أَسفَرا

ما إِن أَرى ثَمَناً لَها فَأجيدهُ

أَو حرّةٍ مِنّا تُباع فَتُشتَرى

كَلّا وَلَيسَ لِمثلها مَهر فَقَد

عَزَّت بِباهر حُسنِها أن تمهرا

لا زالَ ناسج برد لُطف جَمالها

مُتَحلّياً بِحلى النَجابة في الوَرى

ما فاحَ مِن تِلكَ الشَمائل شَمأل

بِعَبيره أَرج العَباهر عُطّرا

أَو ما صَفا ودُّ الخَليل فَأنشدت

لا زالَ هَذا الودّ متّثق العُرى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بدا وسقاة الراح تجلى بدورها

المنشور التالي

بروحي جمالا صورته يد القدره

اقرأ أيضاً