فدى لك ذا العبد مع ما ملك

التفعيلة : البحر المتقارب

فدىً لَكَ ذا العَبد مَع ما مَلك

فَقَد بَلَغ الفَوز إِذ أَمّلَك

أَعدتَ حَياتيَ بَعدَ الفَنا

فَأَيقَن بِالبَعث مَن قَد هَلَك

فَما كانَ مِنكَ سَخاءً فَلي

وَما كانَ مِنّي ثَناءً فَلَك

تَمَلّكت رقّي وَرقّ العِيال

فَنَحنُ عَبيدك وَالأَمر لَك

وَعَمَّت هِباتك هَذي الدِيار

فَيا أَنفَع الغَيث ما أَهطلك

أَنخنا لَدَيك مَطايا الرَجا

وَآمالنا وَرَدت مَنهلك

وَأسرع مِنّا نَداك الَّذي

بَلَغناه مِن قَبل أَن نَسأَلَك

فَيا مَعدَن الفَضل سُبحان مَن

عَلى مَن سواك لَقَد فَضَّلك

تَبارَك مَن بِكَ زان العُلى

كَما زانَ بِالنيرين الفَلك

تَباهى بِكَ الملك كُلّ البَها

فَما أَنتَ في المُلك إِلّا مَلَك

سَلَكت سَبيل الهُدى تابِعاً

هُدى سَيّد الخَلق فيما سَلَك

فَزنتَ البِلاد وصُنتَ العِباد

وَبِالعَدل رَبُّ السَما عَدَّلك

وَقَلّدك الأَمر سُلطاننا

فنوَّلَه مِثلَما نَوَّلك

فَقُمت بِأَعباء ملك سَما

فَما اِرتابَ مِنكَ وَلا اِستهملك

بحَقٍّ أَعزّكَ عَبد العَزيز

فَأَنتَ جَدير بِما اِستأهلك

فَيا لَكَ سَيفاً صَقيلاً غَدَت

عِناية رَبِّ السَما صيقلك

عَقلت الأُمور بِأَسبابها

فَللّه درّك ما أَعقلك

حباك المَكارم رَبُّ السَماء

وَأَعطاك مِن جودهِ مَأملك

فَأَوجَبت شُكراً لِنَعمائه

عَلى الناس طرّاً بِما خَوَّلك

فيا أَسعَد الناس في نعمة

مِن اللَه نَرغَب أَن تَشمَلَك

وَيا زينة الدَهر دُم سالِماً

مَدى الدَهر وَالدَهر كَالعَبد لَك

وَيا بَدر لا غبت عَن مُهجة

بِحُكم الوَفاءِ غَدَت مَنزلك

وَلا زِلت كَالشَمس في عزّها

وَكُلّ البُروج لَها في فَلَك

شَملت الأَنام بِفعل الجَميل

وَبِالفَضل مَولاك قَد جَمّلك

إِلى أَن تَناهَت صِفات الكَمال

إِلَيكَ فَسُبحان مَن كَمَّلَك


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

زجرت بحرا طمى عزا بساحة من

المنشور التالي

ما راح بدر المعالي يمتطي الفلكا

اقرأ أيضاً