لَمّا أَتى النيلُ لَنا مِن لُجِّهِ
بِسائِقٍ يَركُضُ مِلءَ فَرجِهِ
سِرتُ بِهِ في طُرُقاتِ خُلجِهِ
مَع فائِقِ بِدَلِّهِ وَغُنجِهِ
يَطرِبُني إِيقاعُهُ بِصَنجِهِ
وَالزَهرُ بَينَ أَغاني قُبحِهِ
أَشرَبُ ما لا بُدَّ لي مِن مَزجِهِ
جَمراً يَدي آمِنَةً مِن وَجهِهِ
تَجمَعُ بَينَ نارِهِ وَثَلجِهِ
لَم أَرمشهِ مُعتَمِداً لِشَجِّهِ
إِلّا تَلالا نَجمِهِ في بُرجِهِ
فَذُقتُ وَقتاً طابَ لي مِن نَفجِهِ
لا يُمرَجُ العَيشُ بِمِثلِ مَرجِهِ
حَتّى إِذا اللَيلُ بَدا مِن فَجِّهِ
رَكِبَت يَوماً لَم أَمَل في سَرجِهِ
وَلا ثَنَيتُ مُقلَتي عَن نَهجِهِ
حَتّى بَدا الصُبحِ لَهُ بِعِلجِهِ
فَقُمتُ مَسروراً بِقَتلِ زَنجِهِ