قضى أريحي القوم والقوم من همو

التفعيلة : البحر الطويل

قضى أريحيّ القوم والقوم من همو

فكل لبيب بين جنبيه مأتم

غدا وغدونا والحياة تضمنا

ورحنا وكم من ميِّت لا يقوم

فهل خطب الأبرار بالليل ودّه

فأصبح فيهم راضيا يتنعم

ألا إنما الدنيا نهار وليلة

يذيعان ما تخفى الغيوب وتكتم

ولم ترق منذ الدهر للناس عَبرة

إذا ضحك الباكي بكى المتبسم

أبا يوسف في كل نادٍ مناحة

أرامل تبكى أو عوائل تلطم

تغيّر للاحسان والجود معهد

ونكّر للعرفان والعلم معلم

لئن مت فالإنسان لا بدّ ميت

ولكن رزء الناس بالحرّ مؤلم

وما عاش مجهول المكان محقر

وما مات مرفوع المنار معظم

وما المال إلا غصة فوق غصة

إذا ما سقى المرء القضاء المحتم

وإن الفتى في عيشه ما سعى له

وإن الفتى من بعده ما يقدّم

فما كان عند الناس فالناس ألسن

وما كان عند الله فالله أكرم

سراة بنى مصر طوى الموت حاتما

فهل حاتم من جمعكم يتقدّم

خذوا الخير عنه وافعلوا مثل فعله

فَلَلخَير في الدارين زين ومغنم

أما وعظتكم ميتة زلزلت لها

جوانب مصر والخلائق نوم

أما راعكم نعش حوى ذلك الغنى

وما فيه دينار ولا فيه درهم

ويا أحمد الخيرات إنى ارتجلتها

ودمعي ارتجالا خلف نعشك تسجم

بكيت على الحرّ الهمام وفقده

وهل حيلتي إلا البكا والترحم

وما الشعر إلا رجع حس وخاطر

فمن خانه وجدانه خانه الفم

فخذها رثاء من وفىّ ولوعة

يبثك إياها الفؤاد المكلم

لقد كانت الآمال فيك كثيرة

وهل تنقض الآمال والله مبرم

وما ابنك إلا الخير من صلب خير

فِلم لا يرجى فيه أو يُتوسم

ستعليك ذكرا فوق معن وحاتم

أياد على هذا الأنام وأنعم


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ليلة الأمس قد ذهبت

المنشور التالي

يحمى فرنسا فتية

اقرأ أيضاً

وحلت بدهناها تميم وألجأت

وَحَلَّت بِدَهناها تَميمٌ وَأَلجَأَت إِلى ريفِ بَرنِيٍّ كَثيرٍ تَمائِرُه كَأَنَّهُمُ لِلمُبتَغي الزادِ عِندَهُم بَخاتِيُّ جَمّالٍ ضَمورٍ قَياسِرُه وَلَو…