أَهْدَيْتُ لَكْ طَريقَه
في أصْلِهَا حقِيقَه
فأبْصِر بِهَا رَقِيقَه
في طَيّشها اسْمِعْنِ شَيْ
في طَيِّها سِرُّ يَسُود
في ذَوْقِها فَهْمُ الوجودْ
في خَمْرِها بانَتْ شُهُود
ما فِي الْوُجُود غَيْرَك شَيْ
أنْتَ الْوُصُولُ الهاجرُ
أنتَ الصَّمُوتُ الذَّاكِرَ
سُمِّيتُهَا يا شاكرُ
ما هُو الكلامْ إِلا لِمَىَ
فظاهرٌ مِن صُورَتَك
ما فِي الوجودْ شَبِيهتَك
في الاعْتِدَال لِقَامَتَك
إِيَّاكْ ينَالَك فِيهَا فَيْ
وإِنْ نَظَرْتَ خبَرَك
بِلحْظِ سِرِّ غَيَّرُكْ
مِنْكَ إِلَيْكَ نَظَرَك
إِيَّاكَ تَرَى غَيْرَكَ شَيْ
أنْتَ النَّطُوقُ النَّاطِقُ
أنْتَ البصيرُ اللاَّحِقَ
أنْتَ السَّمِيعُ الشَّافِقُ
إِيَّاكَ تَغْلَطْ أهْنَا أيْ
عُبَيْدِي ما قَصْدِي سِوَاك
اخْتَرْتُ سِرِّي لِعُلاَك
حقيقيتي أنْتَ هُ ذاكْ
بالرُّوحِ مِنِّي أنْتَ حَيْ
إِنْ كُنْتَ حَيَّا تَفْهَموا
ما قَد بَدَا وتَعَلْمُوا
صَرِّحْ بِهِ أو اكْتُمُوا
هَل يَسْتوِي مَيِّتْ وَحَيْ
فَمَنْ هُ مَيِّت ادْفَعَهْ
كَبِّرْ عَلَيْهِ أربَعَه
إِن كُنْتَ حَيًّا لا تَزَال
تَرْفُل في أثْوابِ الجمالْ
عَن جَهْلِه لا تَنْزَعَه
كِفْ يَرى مَيِّت لِحَيْ
إِنْ كُنْتَ حَيًّا لا تَزالْ
تَرفُلْ فِي أثوابِ الجمال
في حَضْرَتِي تُعْطِي الكمال
مُطَّلِعاً لِكُلِّ شَيْ
بَل تخترقْ كُلَّ الْحُجُب
في سِرِّها سِرُّ الْغُيُوب
وأمْرُها مَعْنَى الحبيب
في حضْرتي تَحْظَى بِشَيْ
كَمُلْ إِليْكَ بالْحُضُور
ما هِي الْحُجُب إِلاَّ سُتُورْ
وصُورَتُكْ هِيَ الْقُشُور
واللُّبُّ سِرُّكَ الْعُلَيْ
أقْبلْ إِلينا إِنَّنَا
حَيٌ لِحَيٍّ قَد دَنَا
فافْنَا بِنَافِي لاَ فَنَا
تَرَى الْفَناقَد صار فَيْ
بِيّا تَرَى وَبِي تَقُول
وبِي تطُول وبِي تَصُولْ
إِيَّاكْ تُطِعْ كُلَّ جَهُول
مُثَبَّط الْفَهْمِ عُمَيْ
هَذَا الكلامُ وَهَبْتُ لَك
لأجْلِ سرِّ خَوّلَك
في حَضْرَتِي إٍخْتَرتُوا لَك
إِيَّاك تُعَدَّى عَنْهُ شَيْ