الغيرة

التفعيلة : البحر المتدارك

غضبتِ فيا لكِ من غاضبة

وأرسلتِها نظرة عاتبة

يتمّ فيها الرجـاء الأسيف

وتجأر فيها المنى الواثبة !

وفيها هدوء الرضا المطمئن

تمازجه الغيرة الصاخبة !

تطل بها الذكريات العِذاب

وترجع مجهدة لاغبة

وفيها فتور ولكنه

فتور به قوة غالبة !

ولكن بها بعد هذا وذاك

فتون الهوى والجمال العفيف

وفيها من السحر أطيافهُ

بعينيك ألمحها إذ تطيف

لالهمتني السر لما نظرت

إلي بهذا الفتور الشفوف

وحدّثتِني في خفوت عجيب

لما أضمرته لغات الطيوف

ولولا شعوري بحبي العطوف

لأحببت فيك الشعور الأسيف !

قد انتصر الحب يا للانتصار

بهذا العتاب وهذا الغضـب

وثقت من اليوم في حبنـا

وأنك ترعينهُ في حدب

فلولا اعتزازك بالحب لم

تثر في فؤادك تلك الريب

إذن فاطمئنّي فهذا الفؤاد

يحبك في وقدة كاللهـب

يحبك إي وجمال الغضـب

يحبك إي والهوى الملتهب !

حدثيني أما تزالين غضبى ؟

أو مازال ملء نفسك ريباً ؟

ولماذا الوقار والصمـت يضفي

بعدما كنت لي مراحا ووثباً ؟

كان بالأمس كالعتاب جميلا

ما له اليوم لم يعد منك عتبا ؟

صمتَ الكون مذ صمت ونامت

صادحات تردد اللحن عذبا

أنا أخشى ولا أصرّح ماذا ؟

أنا أخشى ، فما أزال محبّـا !

ابسمي ، تبسم الحياةُ وترضى

وامنحيني اليقين ، أمنحك حبّا !


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

اللحن الحزين

المنشور التالي

مصرع حُب !

اقرأ أيضاً

لقد أصبح الجرذ المستغير

لَقَد أَصبَحَ الجُرَذُ المُستَغيرُ أَسيرَ المَنايا صَريعَ العَطَب رَماهُ الكِنانِيُّ وَالعامِرِيُّ وَتَلّاهُ لِلوَجهِ فِعلَ العَرَب كِلا الرَجُلَينِ اِتَّلا…

مرسوم

نحن لسنا فقراء بلغت ثروتنا مليون فقر و غدا الفقر لدى أمثالنا و صفا جديدا للثراء وحده الفقر…