الدمع يسأل عنك رسم الدار

التفعيلة : البحر الكامل

الدَمعُ يَسأَلُ عَنكَ رَسمَ الدارِ

وَالنَومُ فَضَّ خَواتِمَ الأَسرَارِ

فَالحُبُّ نارٌ لا يُكَذِبُ مَسُّها

وَالهَجرُ فيهِ مِن عَذابِ النارِ

قِف بِالهَواجِرِ ذا بِذاكَ فَطالَما

قَد كُنتَ فيها نائِمَ الأَسحارِ

يا قَلبُ كَيفَ بَقيتَ بَعدَ أَحِبَّةٍ

ساروا وَتَقنَعُ عَنهمُ بِالدارِ

حُجَرٌ خُلِقتَ بِهِ رُميتَ وَفيهِ لي

تَعَبٌ وَراحَتُهُ إِلى الأَحجارِ

أَمّا اللَيالي عِندَها فَكَعَهدِها

في لِبسَةِ الظَلماءِ لا الأَنوارِ

ما مَقصِدي مِنها اللَيالِ وَإِنَّما

مَن كانَ ساكِنَها مِنَ الأَقمارِ

ما الدَهرُ إِلّا صَيرَفِيُّ خادِعٌ

لَيتَ الخَديعَةَ مِنهُ لِلدِينارِ

أَخَذَ النُجومَ الزَهرَ مِن أَحبابِنا

مِنها وَصَرَّفَها بِذي الأَزهارِ

قَد قُلتُ إِذا شاقَ الرَبيعُ بِنورِهِ

لَم تُنسِ بَل ذَكَّرتَ بِالنُوّارِ

أَشَقيقَها ما أَنتَ قَطُّ لِرُشدِهِ

مَسقِيُّ ماءٍ جَنىً وَمُثمِرُ نارِ

وَعَسى دِماءُ العاشِقينَ إِلَيهِ قَد

سَبَقَت بُكورَ بَواكرِ الأَمطارِ

وَعَسى سَوادُ قُلوبِهِم في قَلبِهِ

فَمُصابُهُم بِمَواضِعِ الإِضمارِ

يا راحِلينَ بِخَطِّ عَينِيَ مِنكُمُ

لَكِنَّ لا هَيهاتَ مِن إِقرارِ

سَيَرُدُّكُم مِن أَمارِ بِلَيلَةٍ

كَسلى فَأُتبِعُها نَشاطَ نَهارِ

الدارُ عارِيَةٌ كَما سُكّانُها

فَيا وَإِن طالَ اللِقاءَ عَواري

يا صاحِبَ الأَيّامِ حاذِر صُحبَةً

مَحذورَةَ الإِقبالِ وَالإِدبارِ

فَإِذا الفَتى دَهرِهِ خَبَرُ فَلا

يورِدكَ في شَرٍّ مِنَ الأَشرارِ

فَالعُمرُ أَقصَرُ ما يَكونُ وَعُمرُنا

يَحكُونَ عَنهُ أَطوَلُ الأَعمارِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا بحر إنا وقد جد الغليل بنا

المنشور التالي

يا ساهري الليلة لم تسكنوا

اقرأ أيضاً