يا شعب مصر

التفعيلة : حديث

بعد أن أطاح التونسيون برئيسهم

في الرابع عشر من كانون الثاني

يناير عام ألفين وأحد عشر

طلبت جريدة الغارديان البريطانية منِّي

ومن بعض الأدباء العرب

وكثير منهم منفيّ عن بلاده

أن يكتبوا رؤيتهم للمستقبل القريب

لتنشره في تحقيق مجمَّع عنونته

ما بعد تونس

وبين كتابة إسهامي ونشره

كانت القاهرة قد شهدت

أول يومين من أيامها الثمانية عشر المشهودة

وكنت كتبت في ذلك المقال

أن القويّ لا يكون إلا في خيال الضعيف

والحاكم لا يكون إلا في خيال المحكوم

وأن الحكم المصريَ آنذاك

قد زال في خيال الناس

وأن ليس أمامه إلا أن يزول في الحقيقة

فهو إن سكت تشجَّع الناس فزادت أعدادهم

وإن أطلق عليهم النار

تحولت جنائز الشهداء إلى مظاهرات فزادوا أيضاً

وأن الثورات في العالم العربي، تاريخياً

تأتي موجات عابرة للحدود

وأن عقوداً من الاستبداد والارتهان للاحتلال

والحصار والاستباحة في فلسطين ثم في العراق

لا يمكن أن تمر على الناس بلا رد

وقد نشر هذا التحقيق صباح الجمعة

الثامن والعشرين من الشهر

اليوم الذي غلبت فيه الكثرة العزلاء المختارة

القلة المسلحة المأمورة

وشرعت في كتابة قصيدة

لم أنته منها إلا بعد ثلاثة أشهر

وأنشدتها أول مرة بعد عودتي إلى القاهرة

في نيسان إبريل من ذلك العام

وأردت أن تكون بالدارجة المصرية. فهذه هي

يا شعب مصر اللي سابقة ضحكته غضبه

ما يطلع الصُّبح

إلا وصحبتك سببه

يا معلم الليل يخف شوية على الغلبان

يا حجِّة الشمس تفضل طالعة ساعة كمان

مستأذنة وهيَّ مش عادتها الاستئذان

متونِّسة بالميدان

وبعشرته ونسبه

يا شعب يا مصلِّي قدَّام العساكر صف

يجري الجريح من ورا لقدَّام لا خاف ولا خفّ

تدوس عليه العربيّة تْحوِّله لْميت ألف

ياللعجب يقتلوه ويتوقَّعوا هربه

يا للعجب يقتلوه ويتوقعوا غيابه

اللي اتقتل لسّة واقِف هوّ واصحابه

ما بهدل الأمن غير من ماتوا واتصابوا

والصّبح ما نوَّر إلا اما الشُّموس غربوا

اضرب عليَّ أنا مش جاري يا قنَّاص

من إمتى خوّفنا يا ابن الكلب ضرب رصاص

كلِّ اللي شَاف الشهيد، بقى تاره تاره الخاص

والدَّم صاحي وعنيد

ولا تقبلوش تربه

يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم

احفظ أسامي اللي ماتوا في الشَّوارع صم

الشارع اللي اصطفى وقصر الإمارة لم

ملوك قليلة الرِّباية ركبوا واتركبوا

شعب بغزالة اتخنق

قلب التاريخ في يومين

لابس عباية جحا وهو صلاح الدِّين

بيكرَّم الأنبيا

ويهزَّأ السَّلاطين

والفجر خيله وحبَّات الرِّمال عربه

يا شعب مصر أكم فرعون وفرعونة

ضربتهم ضرب سجَّادة في بلكونة

ضرب الملوك تربية صالحة ومضمونة

ما يبقوا بني آدمين إلا إذا اتضربوا

ضرب الملوك مصلحة ضرب الملوك تأدِيب

ما أحلى المَماليك وهيّ بتجري في السَّراديب

ولولا ضرب شجرة الدُّر بالقباقيب

ما بين أغا وباش أغا كانوا التَّتار غلبوا

بعدين مبارك، سادات، فاروق، ماحدِّش دام

أصل إحنا شعب كدا

ما بيعيش لناش حكَّام

عقبال جيرانا وحبايبنا كمان يا سلام

لو كل من له رئيس نصحى نلاقيه قلبه

يا مصر لسة ولسة الثورة بلِّة ريق

ما ينتهي لك طريق إلا ويبدا طريق

يا شعب مصر تعالى نتّفق يا شقيق

رُج الملك قبل ما تنعم عليه بلقبه

رُجُّه كدا شوفه إن كان الملك شغَّال

واسأل عليه المكوجي واسأل عليه البقَّال

أهم حاجة ف صفاته يكون يتشال

متربي عال لما يمشي يلتزم أدبه

بتكون في أحسن حالاتك

وأنت مش محكوم

بتبقى رايق

ولا ظالم ولا مظلوم

بعدين دا إيه الغبي دا اللي يهدِّدك بالشُّوم

يا مخلِّي ألف احتلال ينزل على ركبه

يا شعب إنت اللي كارم كلّ من حكمك

الدولة دي عارفة تُحكم بس من كرمك

كشّر لها وهي ها تجيلك تِبوس قدمك

مافيش حاجة اسمها مليون راجل اتغصبوا

سايق عليك النَّبي

ما تقول كفاية يا شيخ

الملحمة لما تخلص

يبدأ التّاريخ

وبكرة جايّة حروب

فيها لهب وصريخ

وبكرة نصرك يخضّ الشّمس من لهبه

سايق عليك النَّبي

ما تقول كفاية كدا

من النهار دا انتصاراتك ها تبقى كدا

يا شعب مصر اللي رجّالته وبناته كدا

حلال عليه لبن العصفورة لو طلبه

سايِق عليك النبي

ما تقول كدا كفاية

الثّورة دِي بداية

زيِّ الهجرة والميلاد

الثورة دي بسملة

كمّل بقى الآية

مع كل مرّة قراية حسنها يزداد

والآية تِجري تسلِّم أختها الرّاية

من غير نهاية وحتَّى الوقف مش معتاد

وبكرة أيامنا تبقى حكاية ورواية

عن ناس يباتوا حفايا يصبحوا أسياد

خمسة وعشرين يناير يا شباب حصل إيه؟

لو قلنا يعني على الساعة تلاتة الفجر؟

فيه حد فينا طول أو جد حاجة عليه؟

أو جاب سلاح أو ملايكة بشّروه بالنّصر؟

كان يختلف فينا إيه عن أي يوم قبليه؟

نِمنا غلابة

صحينا إحنا ولاة الأمر

كان عرش مصر في أوضنا

واحنا ناسيينه

راميين هدومنا على شماله وعلى يْمينه

طردنا عنه الحرامي غصب عن عينه

ونزلنا ع الميادين

في إدينا شايلينه

بقوا الملوك في الشوارع

والعبيد في القصر

وف يوم وليلة اكتشفنا إن إحنا والنبي مصر

ومصر مش حد تاني غيرنا يعني يا بيه

وكل واحد سأل

طب كنّا ساكتين ليه؟!

وشعب مين اللي كانوا الزّط حاكمينه

بدولة شومة ومختومة بختم النّسر

وكلّ واحد قرا اللي كان على جبينه

رفع بدمّه يَمينه هدية وهداية

لو كانت الأنبيا على المية مشاية

لأجلك يا مصر مشينا باسمين على الجمر

يا مصر وافتكري أصل الدنيا نسّايه

الملك دا حقّنا

ومفيش فراعنة جداد

افرح وكمّل

وما تقولشي كدا كفاية

الثورة دي بداية زيّ الهجرة والميلاد

مش بس مصر اتغيرت من وقفة الميدان

فيه مساحة ضلمة نورت في طبيعة الإنسان

فيه حاجة ف طبيعة البشر

زي السمع زي البصر

زي اكتشاف القدرة على الطيران

فيه حاجة كت ضايعة وبانت

خلت الأمة استعانت عالشقا بالله وهانت

هذه الدنيا على الفتيان

ارقينا وارقيهم يا عم الشيخ

في حاجة خلت يشمك التاريخ

ينزل عن الوجه الجميل فيبان

والخلق كانوا مدركين

لكنهم مش كلهم متأكدين

لَحظة ما شافوا بعضهم جوا المظاهرة

أصبحت واضحة وظاهرة

نعمة الرحمن على المستضعفين

وصلت رسالة ربهم من كل زهرة

كل زفرة، كل نفرة

كل زحمة في كل حارة

أو خناقة في الإشارة

كل كلمة حق أو ضحكة ولد أو بنت

كانت دعوة مستورة إلى العصيان

في حاجة باين في الطبيعة عامة

تدعو إلى الثورة على السلطان

شوف الشجر رغم الحجر طارح ثمر

زي الخبر وبتعلنه الأغصان

شوف الهوا يحب اللّوا يبقوا سوا هبة لها ألوان

شوف القمر يفضل قمر تَحت الحصار

رغم اقتناعه إنه هايموت قبل ما يشوف النهار

تِحصل مفاجأة تطلع الشمس ف حضوره

يختلط نورها بنوره

تشبهه ما تقولش واحدة من ولاده

هيّه معناه وامتداده

واخدة منّه الموهبة والبغددة

وعشان كدا

لغة يقولوا عنهم القمران

شوف النجوم

ما لهاش نظام حاكم

تكسّر كلمة العالم

يبص ويبقى مش فاهم

وهو شايفها ماشية بكيفها في الأكوان

يا سما هويتك

إنت بيتي وقلبي بيتك

تشبهيني واشبهك بالمعنيين

الشبهة يعني والشبه يا أم النّجوم الفلتانين

وباموت أنا ف فلتانك الأمني

لأنه عبقري وفنّي

وفيه منطق من الموجود في كل جنان

وبرضه باحِبه بس كدا

عشان فلتان

فيه حاجة غامضة بتكتشف

هيه اللي بتخلي الحصان اللي اتْحدف

من بطن أمه ولسه مش عارف يقف

يقزح ويجري ويعرف إنه حصان

فيه حاجة بتخلي السجين المستكين

في كل حين أشطر من السجان

فيه حاجة بتخلي القوي،

عيل قوي، وبيتلوي من نكتة الغلبان

فيه حاجة بتخلي عيون الخلق ما تنامشي

وبتخلي المدن تِمشي

وتخرج زي كلمة حق

من غير قصد مابترجعش لو طلعت

وِمن الأسمنت والأسفلت

يفلت فلت نهر مقدس الجريان

فليحذر السلطان زحف الغابة

والورد إذ يستأنس الدبابة

داب الحديد من لَمسته دوبان

فيه حاجة خلّت خطّة الموت ترتبك

عابس وعايز يشتبك

خاف من ضحية جايّة ناوية تاخده بالأحضان

وإذا بهذا الفجر يا إخواننا اتولد بيننا

وكنّا احنا بنستنى وهوّ كمان بيستنى

واتاريه بس عايزِ إذن منا وهوّ في يْميننا

فلما أذنا خد منا وعطانا أمان

يا فجر يا سابق صياح الديك

يا شعب يا مشبك إِيديك في إديك

وكأنها خطّ الثلث في آية القرآن

إدّيت لِآدم معنى تاني زاد على كلّ المعاني

وربنا قال هو دا قصدي ودا غرضي

كدا بالظّبط لا زيادة ولا نقصان

يا مصر وانتي لسّه في البدايات

بكرة اللي جاي أعظم من اللي فات

يا مصر قومي وبصّي في المرايات

كان كل واحد في الميدان

جايب معاه مراية رافعها للسما

أشكال وألوان كلّها مرفوعة في العالي

صبحت مراية ضخمة بتلالي

وبقت يا مصر الأرض صورة للسّما

لعبة “بزل” متكاثرة الأجزاء

لَما البشر يتجمّعوا تبان السما ع الأرض

واما البشر يتفرقوا

تلقي السما بتنفض

تبقى السما متوزعة جوا الشقق

وتْمر ليلة من التوجس والقلق

وتنام وتصحى تانِي يوم ترجع سما

لَما البشر يتجمعوا مع بعض

يا مصر حقك تِملكي بدل السما إتنين

واحدة هدية وواحدة تانية صانعها مصريين

يا مصر لو دققتي هتلاقي البراق

بيجر عربية فواكه في الحواري الضيقة

شوفي الصحابة والحواريين على القهوة

بيتناقشوا بحرارة

والسما على مد إيدهم مستشارة

طيعة ورقيقة

وشوفي الخلق وسط الموت تقابله وهيه بتهزر

فيتلخبط وِيتبعتر

وسر الدنيا يتفسر

ونعدلها ونوزنها

باقول يا مصر قومي وبصّي في المرايات

في سما الولاد هم اللي عاملينها

بيشوفوا بعض في وش بعض

كإن أنا إنت وهو أنا

وإحنا الكل

إحنا ف مرايا بعض بنصبح صباح الفل

أفدي بروحي كل واحد في المرايا طل

أفدي الشهيد اللي بيتبسم

الفجر توب على قده مِتكسم

والله أعلم مين من الاتنين في صاحبه حل

أفدي اللي سهران ع الخيم في الطل

وأفدي اللي واقف يشتغل في الضل

وأفدي اللي شايل للعناد إشارات

يهدي التاريخ صوب الميدان لو ضل

وأفدي اللي واقف هاري نفسه كلام

وأفدي اللي يتريق على الحكام

وأفدي اللي رايح جاي ما بيتعبش

وأفدي اللي جنبه حط فرشة ونام

وأفدي طويل البال ما يِتعصبش

وأفدي المصاب اللي شوية وطاب

وأفدي المصاب بهوى التراب وما طابش

وأفدي اللي صاب البلطجي وما اتصابش

وأفدي المقام العالي في التحرير

دولة بلا أمرا وشعب أمير

اعلم يا هذا الجيل

إن الوطن بشره

لو مصر ما لهاش نيل

كان شعبها حفره

مش وصلوا بحرين

وبنوا جبال اتنين

وف ظرف أسبوعين

على خوفهم انتصروا

والخوف دا شيء معروف

بيفرعن الحلّوف

رزق الملوك الخوف

من غيره يندثروا

رزق الملوك بقشيش

من خوفنا شعب وجيش

ومفيش ملك بيعيش

لو شعبك افتكره

ناس لسّة في العشرين

طالعين على الميادين

بيهزأوا السلاطين

من غير ما يعتذروا

يا شعب يا مجنون

علّم شعوب الكون

اللي اخترع فرعون

قادر يجيب خبره

يا سادة الأيام

يا رافعين الهام

من بكرة بر الشام

نادر لكم شجره

نادرها تين وزتون

في القدس ينتظرون

جيش على الغلابة حنون

وعلى العدى ضرره

دافعين تَمنها دما

يا أمة الكرما

شعبك كأنه سما

والدنيا دي مطره

يا مصر حمد الله على السلامة

مطر ونازل بلا غمامة

مطر يا سيدي نازل وطالع

كأنه مدنا والأرض جامع

والأرض دي مظاهرة في الشوارع

تسقي السما جدعنة وشهامة

مطر وطالع يقول لربه

الأمهات اللي في مصر ربوا

ويا بنات مصر قوموا حبوا

أجمل ما في الراجل الكرامة

مطر وطالع على الفجر يدن

طلعت بنات مصر حلوة جداً

في الحرب والدنيا نار ومعدن

طايرة وشايلة السما اليمامة

خمسة وعشرين من شهر واحد

ألفين وعشرة وزادوا واحد

كنا ملايين وكنا واحد

حددنا موعد يوم القيامة

قلت لصحابي انزلوا

وأنا بعيد عنهم

وقلت من بات في بيته سلم أصحابه

وأنا اللي غبت وهمه اللي هنا اتصابوا

نزلوا الشباب الميدان

وأنا بعيد عنهم

كسروا الشباب البيبان

وأنا بعيد عنهم

خرج الشباب م البيوت

وأنا بعيد عنهم

دخل الشباب في الموت

وأنا بعيد عنهم

يا موتي قوم امتحني أعتذر منهم

إشمعنى يا كلب تستثنيني من بينهم

يوم الخطر قبلها ما كنت أجبنهم

يا موت تعالى أعوّض غربتي ومنفاي

يا موت تعالى أحاسبك على القديم والجاي

يا موت تعالى ونتقاسمك أنا وعداي

ولا تطال عزوتي وأنا بعيد عنهم

بس الحكومة قالت لي إنت مش مصري

إنت فلسطيني يعني أجنبي حصري

طيب يا بيه يعني بر الشام بلاد أروام

أعيد كلام قلته ميت مرة، دا يبقى كلام!

مش “أم هاشم” بلدها السيدة زينب

مش “الحسين” في الحسين واللا لازم له جواز

واللا هايختار ما بين مصر وعراق وحجاز

و”المرسي” و”الشاطبي” جم من الأندلس لاتنين

من مرسية وشاطبة لو كانوا مش باينين

في إسكندرية أجانب واللا مصريين

أسماءنا هيه بلادنا يا حسن يا حسين

أسماءنا زي العلم زي اللغة والدين

أسماءنا هيه الوطن له دمنا لو عاز

واسمي خلّى لي في الأرض العريضة ملاذ

وعزوة في كل دار تنطق حروفه تَمام

وف كل دار ليه صحبة وليه أهل عزاز

كان نفسي يا مصر يتأكد كلامي بدم

والدم يا مصر برضه على المحبة قليل

قالوا لي بتحب مصر

قلت مش عارف

هوه الهوى يبقى جارف

لَما أقول جارف

وأقعد أؤلف أغاني عن جمال النيل

وحكاية الشرب ميت مرة وهرم ونخيل

واللا الهوى الحق

هوه اللي يهد الحيل

وأولى شيء في الهوى يا مصر شيل الهم

يا اللي تِحب النبي إيدك معانا وشيل

الحب أتقل من اسمه واسمه نفسه تقيل

وفي التباس المحبة ع المحبة دليل

ما تعرف اللي أصابك عشق واللا تعب

والشوق بيقلب مع الحرمان ساعات بغضب

والصبر بس اما يخلص يبقى صبر جميل

يا أهل مصر وأنا أهلي في مصر عرب

أهلي عزازمة وعشايرة الخال وخال الخال

ما بيْن شراقوة وصعايدة بدو في الحالتين

قولوا لي دول عرب أو دول مصريين

أو دول الاتنين سوا في الحل والترحال

حفظت كل المناهج في المدارس صم

وضحكت من لفظ صمصامة ورمح أصم

لكن أنا اسمي تميم

وهاروح من اسمي فين؟

مش فيه في مصر قريش؟

أصل البراغتة قريش

من بيت لؤي بن غالب والنسب عمري

حطّوا الحدود والعشيرة واحدة في البلدين

وسلك شائك فرق من قالوا “ليه” أو “لِيش”

وكنت أطنش لو أن البحث دا نظري

لكن دا فيه دم سال واسأل رفح وعريش

واسأل ملوك ترهن الأقصى برغيف العيش

واسأل حدود تِحرم المسلم من الحرمين

واسأل في غزة ألوف في الحرب متحاصرين

ويخيروني العيال في حب أب وأم

أنا ابن رضوى ومريد اسمي تَميم من “تَم”

وكل دار للعرب لي فيها خال أو عم

واللي يقول غير كدا بيني وبينه الدم

مين اللي يثبت ومين يجري يلم الديل

شد الكلام عمته

واختار أعز جواد

ورد قاصد بلاده والهوى رداد

وابن الأصول اللي ما يبدل بلاد ببلاد

والغربة مرة ولو كانت هدومها جداد

في مصر بعد السفر

وجد الكلام معناه

وأهل مصر صحابي وأولياء الله

يا أوليا لسّة في العشرين وفي التلاتين

يستنجدوا المؤمنين في المأزمة بيكم

يا فارجين الكرب بين العرب عناوين

منعني عنهم مطار القاهرة واسمي

وإنّي لو جيت يقولوا أجنبي مسكناه

يتهموا أصحابي بيا مش أنا بيهم

وأضر لي ستة سبعة أكون في وسطيهم

عبال ما خلص الكلام دا النصر كان مضمون

القلب فرحان

ولكن أتعبه منفاه

وهده بعده عن اللي عاش بيستناه

ما فضلش غير أنحني حباً وأقول الله

الله أفردني عنهم وجمعهم

لكي أراهم على بعد وأسمعهم

قد فاز فوزاً عظيماً من قضى معهم

لَما تشوف الشهيد

تبقى السلامة خجل

لَما تشوف الشهيد

تبقى السلامة خجل

وتبقى عايز تقول له يا أخي آسف

طب قول لي بس اعمل ايه

لو يعني فيها عمل

اللقمة دي لك نصيب فيها باشيلهولك

وأشيل نصيبك من القعدة وكاسات الشاي

لكن نصيبك في أنفاسي أشيله ازاي

وازّاي أشيل لك نصيبك من فرحنا الجاي

ساعات ألاقيني باطلب خط محمولك

باعمل في نفسي كدا ليه

لسه مش عارف

وأروح على القهوة أسأل

“هوّه جه وسأل؟”

من قال لك الموت طبيعي يبقى مش شايِف

الموت دا شيء مش طبيعي الموت دا أصله خلل

الأصل فينا الخلود وهييجي يوم نلقاه

ما تِحسبوش الشهيد إدّاكو بس حياة

ما موتوش هو وحده اللي برصاصة رماه

دا طخ ابنه اللي لسة ما اتولدش معاه

وطخ أولاد ولاده لآخر الأيام

موت معاه بشرية كاملة محتملة

وعدوا كان فيها كام شاعر وكام رسام

وكام طبيب عبقري بين الأطبة إمام

وفيلسوف له على حكم الليالي كلام

وبنت نظرتها تشفي القلب من داؤه

فيه شعب كامل رحل ما عرفش أسماؤه

في جسم كل شهيد فيه مصر مكتملة

فخلّوا مصر اللي فاضلة تعيش كما شاؤوا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

مقام عراق: الإله والعنزة

المنشور التالي

يا مصر هانت

اقرأ أيضاً