الشوارع فجراً

التفعيلة : حديث

وقفت في طلل خال ومسكون

من الشوارع فجراً والميادين

أبكي الديار على جهل ومعرفة

فكل دار جفاها الناس تشجوني

أبكي عليها وتبكيني سواسية

ويلي من الدار أبكيها وتبكيني

غدا على تاركيها شوقها غضباً

تقول ماذا رأوا مني ليجفوني

كم أتعبتني ديار أهلها ارتحلوا

ما زلت أكتبها شعراً وتمحوني

لي أمة من رفاق بعد ما ولدوا

وأمة بين مقتول ومسجون

ناديتهم والعدى بيني وبينهمُ

فارتد ألف صدى منهم يناديني

أعني الصدى رجع صوتي والصدى عطشي

ثم الصدى طائر للثأر يدعوني

طير القتيل الذي يتلو عشيرته

يصيح فيهم إلى أن يثأروا اسقوني

فانظر سماء فويق الأرض ثانية

من كل طير غضوب الصوت محزون

أنظر سماء بأصوات وأجنحة

تحجب الشمس في أثوابها الجون

والشمس أصبر خلق الله قد سئمت

من ظلم نذل بصمت الحر مرهون

يا من ضمنتم بقتل الناس طاعتهم

القتل سهل وما عيش بمضمون

قل للذي ظن أن الوهم ينفعه

يسبح ببحر على الجدران مدهون

خف من يخافك واحذر من تبسمه

فما تبسم مغلوب بمأمون

يا من يجادل بالقانون ظالمه

أدانت الروم عيسى بالقوانين

وما الجريمة إلا فعلة حرمت

على العباد وحلت للسلاطين

وشرعة النذل جرم سنه وأرى

جريمة الحر شرعاً غير مسنون

ردوا على النذل شيئاً من بضاعته

من باع ذلاً بعز غير مغبون


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الكاهن المتقاعد

المنشور التالي

همومك واقفة في صفك

اقرأ أيضاً

ولقد رحلت إليكم عيدية

وَلَقَد رَحَلتُ إِلَيكُمُ عيدِيَّةً لا يَرعَوينَ إِلى جَنينٍ مُجهَضِ أَصبَحنَ مِن نَقَوى حَفيرٍ دُلَّحاً بِلِوى أُشَيقِرَ جائِلاتِ الأَعرُضِ…