طائفة الحدادين المكفوفين

التفعيلة : حديث
طَائِفَةٌ مِنَ الحَدَّادِينَ المكفُوفِينَ نحنْ
نَدُقُّ معادنَ لا نعلَمُ أُصُولَها
ونُصَبِّرُ أنفسَنا على النار
حاسبينَ أننا نصنعُ شمساً من ذَهَبْ
والدهرُ يمشي على إيقاعِ مطارقِنا
وعلى الباب ينتظر الناس أن نَخْبِزَ الشمسَ لهم
أَتَوا بالدَّراهِمِ والدَّعَوات يُغَنُّونَ لنا ولها
يا شمسُ كوني لِنَفسِ المرءِ مطهرَها
يا شمسُ ولْتَجْعلينا بعضَ داراتِك
ويابْنَ آدم صُمْ للهِ إن تَرَها
وصلِّ كي يغفرَ الرحمانُ زَلاَّتِك
هي التي كَتَبَتْ في الكَفِّ أسْطُرَها
فأصبحت طُرُقاً تقتادُ خَطْواتِك
يا شَيْخَ طائفةِ العميانِ كنْ عَجِلاً
متى بِرَبِّكَ هذا الأمرَ تُنهيهِ
أجابهم قائلاً
بالله صبراً علينا يا موالينا
في صُنْعِ شمسِكُمُ طالَت ليالينا
عميانُ نعمل في سوقِ الحديدِ
ونجلوهُ إلى أن جلا شيبٌ نواصينا
لا نعرف المشتري إلا بنبرته
ولا نرى كم من الأموالِ يعطينا
ولا نري أين ما تهوي مطارقُنا
ولا نبالي بما تأتيهِ أيدينا
نقْتَرِضُ العَيْشَ من دنياً مُرابِيَةٍ
تسْرقُنا لا هَدَى الله المرابينا
قالَ الرجالُ اْطْرُقُوا شمساً لِتَهْدِيَنا
تهدي البصيرَ ولكن كَيْفَ تهدينا
والشمسُ تاريخُنا إذ لا مجازَ هنا
وإن عَمِينا فما تَعْمَى معانينا
نَصْنَعُ تاريخَنا عَفْواً ويَصْنَعُنا
شيخٌ وأعمى وفيهِ كُلُّ ما فينا
ومنذ ألفٍ من الأعوامِ يَنْتَظرُ
الرِّجالُ شمساً بها ظَلُّوا مجانينا
شمسٌ تعيدُ لهم أمواتَهم زُمَراً
ثُمَّ تُقِيمُ على العَدْلِ الموازينا
يا أَهْلَنَا اْسْتَمِعُوا عِنِدي لَكُم خَبَرٌ
كتمانه ظل يضنيكم ويُضْنِينا
لا شمسَ
لا شمسَ
بل كُرَةٌ من مَعدن طُلِيَتْ
وليسَ إشراقُها إلا تَلاوِينا
يا من نَذَرْتُم إذا عادَ الأُلى ذَهَبُوا
سَتَنثرونَ على الدرب الرَّياحِينا
لا لن يَعُودُوا لكم قَطْعاً لأنهمُ
ما بينَ أضْلُعِكُم ظَلُّوا مَسَاجِينا
قالوا له ما الذي يا شيخ تعنيهِ
يا شيخَ طائفةِ العميانِ
هَلْ عَلِمَتْ يداكَ ما أَخْطَأَتْهُ عينُ رائِيهِ
يا شيخ طائفة العميان أبدِ لَنا
ما كنتَ عنَّا بحقِّ اللهِ تُخْفِيهِ
إن العَمَى بيننا يا شيخُ مُقْتَسَمٌ
إن العَمَى ليسَ إلا ما نُسَمِّيهِ
فقالَ والحقُّ موقوفٌ على فِيه
يسألني عن مكان البيتِ مُبْصِرُكُم
يا بانِيَ البَيْتِ فاحْفَظْ أَيْنَ تَبْنِيهِ
قُوموا إذا ما أَرَدْتم أن يُقَامَ بِكُم
فَقَدْ يُؤخِّرُ من خَيرٍ تَمَنِّيهِ
بئسَ انْتِظارُكُمُ القَوْمَ الذينَ مَضَوا
إن انْتِظَارَكُمُ
حَبْسٌ
وهُمْ فِيهِ

نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لا بد

المنشور التالي

الضيم جنسية

اقرأ أيضاً