أعرب إذا ما الخطب لم يعرب
عن شرف الهمة أو فاغرب
وقل لمن يطلب نيل العلى
إن أنت لم تغلب فلا تجلب
من قرع الباب ومفتاحه
ماض طرير الحد لم يحجب
إن كان لا يدنيك من موطن
تكرهه إلا الرضى فاغضب
أو كنت لا تركب متن العلى
إلا على شوك القنا فاركب
حتى متى والحق لي واجب
أدفع بالصدر وبالمنكب
وارحمنا مني لذي جلدة
صحيحة يحتك بالأجرب
من سفه الدنيا ومن لؤمها
جرأة مغلوب على أغلب
كأنما جنباي لم يحنيا
مني على قلب فتى قلب
ولاكففت الغرب من مقول
أمضى إذا شئت من المعضب
طال قعودي تحت ظل المنى
أجذب من عرضي ولم يصحب
وأعجز الناس فتى همه
وقف على المأكل والمشرب
قد تقنع النفس بدون غنى
قناعة تسند عن أشعب
لأنفضن الهون عن خاطري
نفض سقيط الطل عن منكبي
مستحقباً رحلي على عزمة
تنقض مثل الأجدل الأحقب
أسري من الليل على أدهم
ومن قرا الصبح على أشهب
افري شباب الليل عن مفرق
صباحه كالشعر والأشيب
مقتحماً لجة بحر الردى
إلى الندى إن أنا لم أعطب
ملبياً دعوة حظ دعا
إن صدق الحظ ولم يكذب
إلى الذي لولا سني وجهه
أظلم في عيني سنى الكوكب
أروع لولا أن أخلاقه
مخلوقة في الماء لم يعذب
مظفر تظفر طلابه
بالشرف الأقصى من المطلب
مفضل يدني إلى الأفضل الس
امي العلى بالنسب الأقرب
مضى أبو الفتح سليم ولم
تمض سجاياه ولم تذهب
أبقى مصاناً عرضه كاسمه
والابن من أحيا ثناء الأب
لا كملوك خلفت خالفاً
معقبة مات ولم يعقب
من يعرب العرباء حيث التقت
شعائب السؤدد من يعرب
قومي الأولى يرجع ميزانهم
إن فاضلوا أو ناضلوا الناس بي
أي مقام قمت فيه لهم
بحجة المجد فلم أغلب
أو ذكر الإسلام لم يفتخر
غيرهم حي بنصر النبي
أو ذُكر الجود فمن طيء
أبو عدي نجعه المجدب
وهذه أفعال أبنائهم
حاضرة تشهد بالغيب
رايات نجم الدين منصوبة
لقومه في كرم المنصب
يرفعها أبلح من طيء
نيرانه تجلو دجى الغيهب
ملك إذا ما زرت أبوابه
عرفت معنى الأهل والمرحب
تلوك سيما الملك في وجهه
إن كنت لم تقرأ ولم تكتب
تلقى المنايا يده والمنى
فارغب إذا قابلته وارهب
يعرف من لم يره أنه
باقي طراز الحسب المذهب
إن جحفل أو محفل ضمه
جمل صدر الدست والموكب
جهلت حظي قبل علمي به
والماء قد يستر بالطحلب