من كان كاتب نون هذا الحاجب

التفعيلة : البحر الكامل

من كانَ كاتبَ نُونِ هذا الحاجِبِ

هَيهاتَ لَيسَتْ من صِناعةِ كاتبِ

ومَنِ الذي خَضَبَ الخُدُودَ بحُمرةٍ

يا مَيُّ أم لَيسَتْ بصَبْغةِ خاضِبِ

بأبي التِّي من آلِ بَدرٍ وَجْهُهُا

ولِحاظُها من رَهْطِ آلِ مُحاربِ

تغزو كما تغزو الكُماةُ وإنَّما

تَدَعُ العِدَى وتُرِيدُ غزوَ الصَّاحبِ

قُلْ للَّتي نَهَبَتْ فُؤادَ مُحبِّها

بئِسَ الغنيمةُ نَهبُ قلبٍ ذَائبِ

نَهَبَتْ خُلاصةَ مالِها من بيتِها

نفسي فِداكِ فأينَ رِبحُ الناهِبِ

كم بينَ مَن يجفو الخَليِطَ وبينَ من

يصبو إلى حُبِّ البعيدِ الغائبِ

مَن كان يهوَى فلْيَكُنْ كَمُحمَّدٍ

يَهوَى ويُهوَى بالخليقِ الواجبِ

ذَاكَ الذي منهُ المَحَبَّةُ نحوَنا

قَطَعَتْ سَباسِبَ أُرِدفَتْ بسباسبِ

كلُّ الصِّحابِ نُريدُ تَجرِبةً لهم

وهوَ الغَنيُّ عنِ امتِحانِ تَجارِبِ

أهدَى إليَّ رسالةً آمَنتُ عنْ

ثِقَةٍ بها لما أتَتْ بعَجائِبِ

حَمَلَتْ على ضُعفٍ بها من صَبْوةٍ

ما ليسَ تَحمِلُهُ مُتونُ نجائبِ

عَرَبيةٌ جاءَت بلُطفِ حواضرٍ

من رِقَّةِ المَعْنى ولَفظِ أعاربِ

نَقَشَتْ سَواداً في البَياضِ كأنَّهُ

نَقشُ الغَوالي في وجوهِ كواعبِ

يامن دعا فأجاب قلبي طائعاً

لبَّيكَ من داعٍ عزيزِ الجانبِ

ذاكَ ابتِداءٌ مالَهُ من ناسخٍ

ولُ ارِتفاعٌ مالهُ من ناصِبِ

أنتَ الوفيُّ الصادقُ الحُبِّ الذي

يَبقَى على طولِ الزَّمانِ الكاذبِ

ولقَد تَوازَنتِ المحَبَّةُ بينَنا

كتَوازُنِ الأجزاءِ في المُتقاَربِ

حَمَّلْتَني من فضلِ جُودِكَ مِنَّةً

عَظُمَتْ ولكن ليس تُثقِلُ غاربي

مِنَنُ الكِرامِ على الرِّجالِ خفيفةٌ

إذ ليسَ من عَيبٍ بِهِنَّ لعائبِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

غاب الأمير فما تمادى المرجع

المنشور التالي

خود من العرب عافت شيمة الكرم

اقرأ أيضاً

عتاب ليس ينصرم

عِتابٌ لَيسَ يَنصَرِمُ وَحُبٌّ لَيسَ يَنكَتِمُ وَجارِيَةٍ بُليتُ بِها كَأَنَّ بَنانَها عَنَمُ مُخَنَّثَةٌ مُؤَنَّثَةٌ بِها أَلَمٌ وَبي أَلَمُ…