أأرجو بقاء أم صفاء حياة
وقد بددت شملي النوى بشتات
وقد صدعت بالبين قلبي وأضرمت
لهيباً تقويها به زفراتي
أأسلو عن ابن عزتي بتغربي
سأبكي عليه مدتي وحياتي
وأذري دماً من مقلتي بعد أدمع
تضرجه في وجنتي عبراتي
وأقطع أيامي بهم وترحة
وأبقى حزيناًَ بعده لمماتي
أتبلى الليالي خير نجل ذخرته
وتبقي لي الأيام شر بناتي
رجوت بإسماعيل ذخراً لشدتي
وعوناً على دهري لما هو آت
فخيب ظني باغتصاب ذخيرتي
زماني وأرداني بسهم شتات
طفيل عظيم النفس يصبو إلى التقى
ولم يصب للأهواء والصبوات
ترحلت إسماعيل عنا فأوحشت
منازلنا مأهولة العرصات
لئن غبت عن عيني فإنك حاضر
بقلبي كنقش في أصم صفاة
وما عشت إلا سبعة من سني الورى
سقى عهدهن الله من سنوات
وعاجلني فيك الحمام فخطمت
صروف الليالي صعدتي وقناتي
خيالك في عيني كأنك لم تزل
تطوف وتسعى في ذرى حجراتي
جعلتك في قبر وقد كنت في الحشا
مقيماً فلم أملك عليك ثباتي
لئن كنت طفلاً إن حزنك خطبه
كبير شديد معظم الخطرات
وعهدي به لما دهاه حمامه
يجاهد كرباً وهو في غمرات
ومازال يرجو نفسه ويقول لي
أيا أبتي ادن لي وآت
فأدنو إليه وهو يرنو بطرفه
يخاطبني والنفس في سكرات
إلى أن رأيت الحال أفضى إلى الفنا
وأن بني ساكن الحركات
فقبلت عينيه وقبلت وجهه
وودعته توديع بتل بتات
فوا رحمتا بل حسرتا لفراقه
ويا أسفي لو أشتفي بأساة
ويأمرني بالصبر كل مغفل
ولم يدر أن الصبر غير موات
ولا صبر لي إلا التحرق والبكا
وتصعيد أنفاس من الزفرات
وأبكي لثاو بالقرافة مودع
بدار قرار في جوار حفاة
سأبكي عليه ما ترنم طائر
وما غرد القمري على شجرات
وآليت لا أسلوه حتى يضمني
وإياه لحد في محل رفات
سلام عليه كلما هبت الصبا
وأهدي إليه أفضل الصلوات