سقم الحاظ الحسان الخرد
صحة أهدت سقام الجسد
حبذا طل جفون أنبتت
حمرة الورد على الخد الندي
لحظات لم تزل أسهمها
يتولعن بقلب الأسد
ظبية شرط ظباها أنها
في الهوى من قتلته لا تدي
يحكم المطل على ميعادها
بغد بالمطل عن بعد غد
أنا من وجدي بها في كبد
وحياة قد أذابت كبدي
زاد في لوعة وجدي أنها
أسقمتني وأتت في عودي
كلما ضل الهوى في فرعها
فعلى برق الثنايا يهتدي
حرم الميل على مقلتها
كحل أزرى بكحل الأثمد
غادة في لحظها بل لفظها
نفثة تحسن حل العقد
مزجت برد اللمى والراح لي
في ثنايا خلقت من برد
ناولتنيها فلم أدر إلى
أي شمس منهما طالت يدي
غير أني صدت هماً طالما
فرخت بيضته في خلدي
نبرات حركت ساكنها
نقرات من غزال غرد
يا ليالي أسلفتني أرقاً
أنت في جاه الليالي الجدد
قد وهبناك لأيام بها
قبض العدل بنات المعتدي
ووجدنا مدح سيف الدين إذ
خانت الأيام أقوى العدد
ملك من آل أيوب له
كرم الفرع وطيب المحتد
يعرف الزائر في غرته
رونق البشر ومحض السؤدد
خير من جرد في يوم الوغى
بارقاً على متن برق اجرد
يتغنى في الطلى صارمه
بلحون لم تكن عن معبد
شعلة تقدح من زند الوغى
شرراً ما كمنت في الزبد
ونصول في قنا ظامية
ريها ماء غدير الزرد
كلسان الصل أو كالنجم في
ليل نقع طالع في أملد
ضمنت أسيافه بذل القرى
من عداه لبنات الفدفد
وبنات الريش يحملن إلى
قلب أعدائك سن الأسود
لك من نفسك لا من قومها
حسب أمسى كثير الحسد
حسنات تبتلي حاسدها
من علاها بالمقيم المقعد
أنت إن عدوك شخصاً واحداً
فكذا الواحد أصل العدد
شرف قد أصبحت همته
تسحب الأذيال فوق الفرقد
وقف الفضل على أفعالها
أي فضل في فتى لم يحسد
إنما يمتاز عن أشباهه
سيد يمدح وسط المشهد
لا تلوموه على بذل الندى
فهو طبع خامس في المولد
وانتقال الطبع شيء معوز
مثل ما أعوز لين الجلمد
قل لنا كيف اختصرت المرتقى
وتناولت المعالي باليد
وتوصلت إلى أبعادها
بقريب السعي أو بالأبعد
يا فريد المجد لم لا تشتكي
في المعالي وحشة المنفرد
جمعت فيك خصال لم يبت
مثلها مجتمعاً في أحد
اليمين السبط في يوم الندى
والجبين الطلق في يوم الداد
ووفاء بعقود أخبرت
عن يمين ظاهر المعتقد
يا أبا بكر بن أيوب استمع
جوهراً شف عن المنتقد
صاغه فيك خبير لم يزل
حاذقاً في نظم در بدد
ينصب الأشراك من ألفاظه
طالباً صيد المعاني الشرد
صنتها عن كل فدم جاهل
يحسب الجيد جهلاً كالردي
صدئت مرآته عن نورها
فرأى المصقول منها كالصدي
لم أجالس قط إلا ملكاً
رافعاً لي عن مقام المنشد
طالما نلت الأماني بعدها
نزه الرحمن وجهي ويدي
غير أن الشمس لما طلعت
في لياليكم وأحمت جسدي
زرتكم زورة حر لا يرى
عزة الجدوى بذل المجتدي
أنا في أصفاد غرم فادح
وعليكم فكها بالصفد
النمير العذب من أفواهكم
وفمي يمتص مص الربد
ولقوم زبدة الوطب الذي
لم أفز منه بغير الزبد
قد وردنا من أبي بكر إلى
واسع الجمة عذب المورد
ومدحناه بشعر جل بل
دق عن نهج الكلام العقد
راضه فارسه حتى أتى
سلس الأعطاف سهل المقود
لم أدنسه بقصدي أحداً
بعد قصدي للعزيز الأوحد