الحمد لله حمدا أستعد به

التفعيلة : البحر البسيط

الحمدُ للَّهِ حمداً أَستعدُّ بهِ

لِنُصرةِ الحقّ كي أَحظى بمطلبهِ

بكَ اِستعنتُ إِلهي عاجِزاً فأعن

أَبغي رِضاكَ فَأَسعفني بِأطيبهِ

فَإن تُعِن ثَعلباً يَسطو على أسدٍ

أَو تخذل اللّيثَ لا يَقوى لثعلبهِ

وَإنّني عالِمٌ ضَعفي ولا عملٌ

عِندي يفيدُ ولا علمٌ أصولُ بهِ

وَرأسُ ماليَ جاهُ المصطفى فبهِ

أَدعوكَ يا ربِّ أيّدني له وبهِ

وَاِرحَم بهِ علماءَ الدين قاطبةً

مِن أهلِ سنّته ساهٍ ومنتبهِ

لَولاهمُ ما علِمنا ما بعثتَ بهِ

خيرَ الوَرى وعَجزنا عن تطلّبهِ

مِنهُم أبو الحسنِ السبكيّ ناصرهُ

سَقاهُ غيث الرضى الهامي بِصيّبهِ

أَهدى شِفاءُ سقامٍ في زيارتهِ

شَفى صدورَ جميعِ المؤمنين بهِ

وَرُبّ غِرٍّ غويّ ذمّهُ حَسداً

بهِ غرورٌ وقاحِ الوجه أصلبهِ

ساءَت خلائقهُ ضلّت طرائقهُ

قَد تاهَ بالتيهِ في تيهاء سبسبهِ

فَقالَ ما قالَ في السبكيّ مِن سَفهٍ

قُبحاً لهُ مِن سفيهِ القول أكذبهِ

أَوفى الجدالَ بغيرِ الحقّ مُختلقاً

ما شاءَ مِن كَذبٍ وهو الخليق بهِ

وَقالَ مُفتخراً بالزورِ مَذهبُنا

تَركُ الجدالِ وتأنيب لطالبهِ

فَاِنظر أَكاذيبهُ واِعجب لحالتهِ

مِنَ التناقضِ هذا بعض أعجبهِ

يا أيّها الجاحدُ الحقَّ المبينَ أفق

قَد طال نومكَ يا نومان فاِنتبهِ

أَهلكتَ نَفسك فاِرحمها وذَر بِدَعاً

بِها بُليتَ ودَع قولاً شقيت بهِ

لَم تجعلِ المُصطفى أهلاً لزائرهِ

بِشدّهِ الرَحل أو من يستغيث بهِ

وَكَم رحلتَ إلى أمرٍ بهِ أربٌ

مِن أمردين ودُنيا قد عنيت بهِ

وَفي المَساجدِ لا كلّ الأمورِ أتى

ذاكَ الحديثُ الّذي قِدماً سمعت بهِ

وَالإستغاثةُ مَعناها تشفّعنا

بِهِ إلى اللَّه فيما نرتجيه بهِ

وَما بذلِكَ مِن بَأسٍ ومن حرجٍ

إلّا لَدى ميّتٍ من لسعةِ الشُبَهِ

هوَ الشفيعُ لمولاه وسيّدهِ

في كلِّ حالٍ مغيث المستغيث بهِ

هوَ الحبيبُ فمَن يا قوم يمنعهُ

فَضلاً حباهُ إله العالمين بهِ

وَاللَّهِ واللَّهِ لولا اللَّهُ يضللُ مَن

يشاءُ مِن خلقهِ فيما يريد بهِ

ما كانَ يوجدُ ذو عقلٍ فيمنع ذا

مِن أهلِ ملّتهِ أو يستريب بهِ

وَأنتَ يا أيّها الإنسان ما لك لا

تُحقّق الأمرَ كي تُهدى لأصوبهِ

ها أَنتَ تزعمُ أنّ اللّه في جهةٍ

وَلا تُبالي بِتشبيهٍ ضللتَ بهِ

مِن أينَ جئتَ بذا هذا إمامكَ لم

يَقُلهُ أحمدُ حاشا أن يقول بهِ

وَسَل أبا الفرجِ الجوزيّ تابعهُ

يُنبيكَ بِالحقِّ فاِعلَم واِعملنّ بهِ

وَتَزعمُ اللَّه بالذاتِ اِستقرّ على

عَرشٍ فتُلحق أوصافَ الحدوث بهِ

وَبالتوسّلِ لا ترضى وتمنعهُ

تَقولُ ذلك فعلُ المشركين بهِ

نَزّهتَ ربّك عن شركٍ بزعمِكَهُ

وَلَم تنزّههُ عن شبهٍ وعن شبهِ

لَقَد وَقعتَ منَ الإشراكِ في شركٍ

مِن حيثُ شئتَ خَلاصاً منه بؤت بهِ

أَمّا الطلاقُ ثَلاثاً فالمخالفُ في

وُقوعهِ ساقِطٌ في نفس مذهبهِ

تُريدُ تنصرهُ في حكمِ مسألةٍ

أَخطا وخالفَ كلّ المسلمين بهِ

وَذاكَ أعظمُ بُرهانٍ بأنّك لم

تَستَحي من باطلٍ مهما أسأتَ بهِ

أَمّا الكلامُ بِأوصافِ الإله علا

عنِ الحَوادثِ طرّاً أَن تحلّ بهِ

فَذاكَ مَوضعهُ علم الكلام فمن

أَرادهُ فَليُراجعه يجدهُ بهِ

كَفاكِ يا نفسُ مَع هذا الخطاب كفى

عودي لصاحبهِ فهو الحريّ بهِ

وَكلُّ ما قلتُ في هذا يناسبهُ

وَهَكذا ذاكَ فيما لا يُخصُّ بهِ

تَحزّبا وغدا السبكيُّ مُنفرداً

كِلاهُما ذو اِعتداءٍ في تحزّبهِ

كِلاهُما قَد حَشا أشعارهُ سَفهاً

عليهِ زوراً وَأبدى حشوَ مذهبهِ

كِلاهُما خَلَفٌ من بعد صاحبهِ

كِلاهما مُتعدٍّ في تصحّبهِ

لَكن بينهما فرقاً بهِ اِفترقا

مَعَ اِتّفاقِهما فيما يعاب بهِ

فَالحنبليُّ لَه عذرٌ بنصرتهِ

لِشيخهِ بأباطيلٍ تليقُ بهِ

أَمّا اليمانيُّ فالمعذورُ لائمهُ

لأنّه مُخطئٌ في خلط مشربهِ

لَم يأتِ ذاكَ غَريباً في القياس نعم

هَذا اليمانيُّ قَد وافى بأغربهِ

إِن كانَ يا يافعٌ عارٌ عليك بذا

فَباِبن أسعدَ فخرٌ تفخرين بهِ

وَما تعجّبتُ مِن شَيءٍ كنسبتهِ

لِلشافعيِّ اِفتراءً في تذَبذبهِ

يَوماً يمانٍ إذا لاقيتَ ذا يمنٍ

وَإِن تجِد حشو شاميّ تدين بهِ

إِن شافعيّاً فهذا الحشو جئت بهِ

مِن أينَ فلتُرهِ حتّى نقول بهِ

هَل قالهُ الشافعي في الأمّ ليس بهِ

أَو في الرِسالةِ أَو من أين جئت بهِ

أَشيخُ شيرازَ أبداهُ وحقّقهُ

في نصٍّ تنبيهه أو في مهذّبهِ

أَوِ الإمام الغزالي قال ذلك أو

إِمامنا الأشعريّ الحبر قال بهِ

أَو قالهُ الفخرُ يوماً في مطالبهِ

أَو الجوينيُّ في إرشاد مطلبهِ

في فِقههِم ذكروهُ أو عقائدهم

جَميعُهم ذمّهُ مع مَن يقول بهِ

إذاً فقل أنا حشويٌّ بدون حياً

وَاِبرأ منَ الشافعي أنتَ الدعيّ بهِ

لَو كانَ حَقّاً حفظت الشافعيّ ولم

تَسؤهُ وَيحكَ في أعلام مذهبهِ

وَإِذا سَفِهتَ على السبكيّ تابعه

سُؤتَ الإمامَ وكلّ المقتدين بهِ

بَل سؤتَ بالإفكِ ممّا قد أتيت بهِ

خيرَ الأنامِ وكل المؤمنين بهِ

لَقَد كَذَبت وشرُّ القول أكذبهُ

إِذ قلتَ للشيخِ مِن عُجبٍ عرفت بهِ

فَاِبرز وَرُدّ تَرى واللَّه أجوبةً

مثلَ الصواعقِ تُردي مَن تمرّ بهِ

عَقلاً ونقلاً وآياتٍ مفصّلةً

مِن كلِّ أروعَ شهم القلب منتبهِ

ماضي الجَنانِ كَحدّ السيف فكرتهُ

يُريكَ نَظماً ونثراً في تأدّبهِ

وَقّاد ذهنٍ إذا جالت قريحتهُ

يَكادُ يُخشى عليه من تلهّبهِ

وَغيرَ ذلكَ ممّا قلته بطراً

اللَّه حَسبُكُ فيما قَد بجحتَ بهِ

لَو كانَ فِكركَ مثلَ السيفِ حدّتهُ

لكنتَ جاهدتَ شَيطاناً غويت بهِ

أَو كانَ ذِهنكَ يا مغرور متّقداً

كَما زعمتَ وتَخشى من تلهّبهِ

لَكانَ يُحرقُ حَشواً في الفؤاد بهِ

خرابهُ فيقيه من مخرّبهِ

أَمّا مذمّتكَ السبكيَّ فهيَ له

شَهادةٌ بكمالٍ حين فهتَ بهِ

لَو كنتَ تَعلمهُ ما قلتَ ذاك بهِ

شَعرتَ فيهِ ولكن ما شعرت بهِ

أَلا اِستحيتَ منَ المختار فيه وفي

آبائهِ وهم أنصارُ موكبهِ

آباؤهُ نصروهُ في كتائبهم

وَهوَ النصيرُ بكتبٍ حبّبته بهِ

لَو لَم يَكُن منهُ في نصر النبيّ سوى

شفائهِ لَكفى أكرِم به وبهِ

وَلاِبن تيميةٍ للمصطفى خدمٌ

لكنّه لم يوفّق في تأدّبهِ

يَقول كالمُشركين المستغيث بهِ

وَقَد عَصى زائرٌ يسعى ليثربهِ

أُفٍّ لذلك ذنباً لا أكفّرهُ

بهِ وَإِن قيلَ بَل خِزيٌ لمذنبهِ

لَكن له حسناتٌ جمّةٌ فبها

أَسبابُ عفوٍ وصفوٍ من مسبّبهِ

مِنها جَوابٌ على التثليثِ ردّ بهِ

أَكرِم بهِ مِن صحيحِ القول معجبهِ

لَم ينهجِ الرافضي منهاجَ سنّتهِ

وَلو رآهُ أراه قبح مذهبهِ

في بابهِ ما لهُ مثلٌ وواجبهُ

حسنُ اِختصارٍ فحسّن رأي موجبهِ

يَسّر إِلهي سنّيّاً يُخلّصهُ

مِن مذهبِ الحشوِ كَي يحظى بطيّبهِ

وَاِنظُر لما قالهُ السبكيُّ فيه تفز

بِأصدقِ القولِ أحلاه وأعذبهِ

إنّ الروافضَ قَومٌ لا خلاق لهم

مِن أجهلِ الناس في علمٍ وأكذبهِ

وَالناسُ في غنية عَن ردِّ إِفكهم

لِهجنةِ الرفضِ واِستقباح مذهبهِ

وَاِبن المُطهّرِ لم تطهر خلائقهُ

داعٍ إلى الرفضِ غالٍ في تعصّبهِ

لَقَد تقوّلَ في الصحبِ الكِرام ولم

يَستحيِ ممّا اِفتراهُ غير منجبهِ

وَلابن تيميةٍ ردٌّ عليه وفى

بِمقصدِ الردّ واِستيفاء أضربهِ

لَكنّهُ خلطَ الحقّ المبين بما

يَشوبهُ كدرٌ في صفو مشربهِ

يُحاوِلُ الحشوَ أنّى كان فهو له

حَثيثُ سَيرٍ بشرقٍ أو بمغربهِ

يَرى حوادثَ لا مَبدا لأوّلها

في اللَّه سُبحانهُ عمّا يظنّ بهِ

لَو كانَ حيّاً يرى قولي ويسمعهُ

رَددتُ ما قال ردّاً غير مشتبهِ

كَما رددتُ عليه في الطلاق وفي

تَركِ الزيارةِ أقفو أثر سبسبهِ

وَبعدهُ لا أرى للردِّ فائدةً

هَذا وَجَوهرهُ ممّا أضنّ بهِ

وَالردُّ يَحسنُ في حالَين واحدة

لِقطع خصمٍ قويٍّ في تغلّبهِ

وَحالةٍ لاِنتفاعِ الناس حيث بهِ

هُدىً وربحٌ لديهم في تكسّبهِ

وَليسَ لِلناسِ في علمِ الكلام هدىً

بَل بِدعةٌ وضلالٌ في تطلّبهِ

وَلي يدٌ فيه لولا ضعفُ سامعهِ

جَعلتُ نظمَ بسيطي في مهذّبهِ

نَعَم لقَد صدَق السبكيّ فيه نعم

حَكى الحقيقةَ لم يعبث بمنصبهِ

مِن أصدقِ الناسِ أَتقاهُم وأعلمهم

فَلا عفا اللَّه يوماً عن مكذّبهِ

كُتب اِبن تيميةٍ بالحشوِ شاهدةٌ

عليهِ فيما حَشاها مِن تَمَذهبهِ

ما خالفَ المذهبَ السنّيّ قيلَ له

حشو وقولُ اِعتزالٍ لا نقول بهِ

فَالحشوُ نَقلٌ لهُ والإعتزال له

عَقلٌ وكلٌّ لسنِّيٍّ بلا شبهِ

فَتلكَ أَلقابهم صارت معرّفةً

فَلفظُها الآنَ وصفٌ لا يذمّ بهِ

هَذا اِصطلاحهُم الحشويّ عندهم

ذو سنّةٍ جامدٌ في كلِّ مُشتبهِ

حَشا عَقيدتهُ حشواً يُخلُّ بما

قَد صحّ للَّه من وصفٍ يليق بهِ

فَفرقةُ الحشوِ قَومٌ قد يصاحبهم

في الحقِّ سوءُ اِعتقاداتٍ نعوذ بهِ

أَمِنهم مشبّهةٌ منهم مجسّمةٌ

لا قدّسَ اللَّه قوماً قائلين بهِ

أَمّا اِبن تيميةٍ فيهم فذو جهةٍ

بِها فأنّبه واِشكُر من مؤنّبهِ

وَذاك كافٍ بهِ في ذمّ بدعتهِ

إِذ لم يرد لَفظها فاِطرحهُ واِرمِ بهِ

وَنزّهِ اللَّه عن شبهٍ وعن جهةٍ

بِالغيبِ آمن وَصُنه في تغيّبهِ

إِذ يَستحيلُ على خلّاقِنا جهةٌ

وَالمُستحيلُ محالٌ أَن ندين بهِ

نَعَم تعقّلُ مَوجودٍ بلا جهةٍ

صَعبٌ لغيرِ نبيهِ القومِ فاِنتبهِ

فَما أتى في كلامِ الشرعِ مُشتبهاً

لِحكمةِ الفهمِ قد جاءَ النبيُّ بهِ

وَواردُ اللفظِ إن أدّى بظاهرهِ

مَعنى الحدوثِ سَعينا في تجنّبهِ

وَفيهِ سِرٌّ لغيرِ اللَّه ما اِنكَشفت

أَستارُه أَو صفيٍّ قد حباهُ بهِ

وَثمَّ معنى لذاكَ اللفظ محتملٌ

بَعضُ الأئمّةِ منّا فسّروه بهِ

وَقصدُهم واحدٌ تنزيهُ خالقنا

تَفويضُ ما جاءَ أو تأويل مشتبهِ

كلُّ الجِهاتِ علا منها ولا جهةٌ

تَحويهُ قد جلّ عن أينٍ وعن شبهِ

وهذهِ الأرضُ فاِنظرها تجد كرةً

وَفوقها العلوُ والعرشُ المحيط بهِ

وَاللَّه من فوقهِ فوق الجميع بلا

كَيفٍ وشبهٍ تَعالى في تحجّبهِ

وَفي السَماءِ وفي الأرضِ الإله أتى

في الذكرِ إنّي بَريءٌ من مكذّبهِ

ما بالُنا نحن نسعى في تباعدهِ

وَهوَ القريب وننأى مع تقرّبهِ

أَيهربُ العبدُ مِن تقريب سيّدهِ

وَسيّدُ العبدِ يَدنو حين مهربهِ

اِفرض سوى اللَّه من كلّ الورى عدماً

وَهَكذا كان معدوماً بغيهبهِ

ما كنتَ مُعتقداً في اللَّه إذ عُدِمت

كلُّ الخلائقِ فهوَ الآن فاِرض بهِ

سُبحانهُ مِن إلهٍ ليس يحملهُ

عَرشٌ بلِ العرشُ محمولٌ له وبهِ

لَو اِستقرّ على عرشٍ لكان بهِ

لِلعرشِ حاجةُ محتاجٍ لمركبهِ

لَكن عليهِ اِستوى لا كيفَ نعلمهُ

للاِستواء أوِ القهر المراد بهِ

قَد جاءَ إتيانهُ للعبد هرولةً

وَالحبُّ وَالقربُ منه مع تقرّبهِ

وَالعلوُ والفوق أيضاً والنزول أتى

وَالضحكُ مع غضَبٍ ويلٌ لمغضبهِ

وَقَد تعجّب من أشياءَ قد وردت

كَما يليقُ به معنى تعجّبهِ

وَهكذا كلّ لفظٍ موهمٍ شبهاً

فَوِّضهُ للّه أو أوّل بلا شبهِ

وَأسلمُ الأمرِ تسليمٌ يُجانِبهُ

مَعنى الحدوث كما يرضى الإله بهِ

هَذا هوَ المذهبُ المأثور عن سلفٍ

أَهلُ التصوّف كلٌّ قائلون بهِ

وَهو المرجّح عند الأشعريِّ ولا

يَأباهُ منّا جميع المقتدين بهِ

وَالماتُريديّ تَفويضٌ عقيدتهُ

وَإن يُؤوّل فلا قطعٌ لديه بهِ

مَن رامَ أَن يدرك الخلّاق فهو إذن

في غيرِ مَطمعهِ قافٍ لأشعبهِ

إِذ ليسَ يَدريه لا جنٌّ ولا ملكٌ

وَلا نبيٌّ قريبٌ من مقرّبهِ

وَحاصلُ الأمرِ أنّا مؤمنون بهِ

معَ الكمالِ وتنزيهٍ يليق بهِ

هَذي عقيدُتنا في اللَّه خالقنا

لم نحشُ لَم نَعتزل فيما ندين بهِ

وَلا نُكفّرهم لكن نُبدّعهم

في الدينِ إِذ أخطؤوا في بعض أضربهِ

إِخوانُنا أَسلموا للَّه واِجتهدوا

الحقَّ شاؤوا فضلّوا في تشعّبهِ

مَع كونهم من فحولِ العلم قد زلقوا

ببعضِ ما دقَّ في الأذهان من شبهِ

وَربّ شَخصٍ ضعيفِ الفهم سيق إلى

صوبِ الصوابِ فلم يبرح يقول بهِ

الأمرُ للَّه مَن يهديهِ نال هدىً

وَمَن أضلّ فقد حلّ الضلال بهِ

وَلَم نُخطّئهم في كلّ مسألةٍ

فَكم كلامٍ لهم فازوا بأصوبهِ

وَفي الفروعِ وباقي الدين مَذهبهم

كَغيرهم وافقوا الشرعَ الشريف بهِ

وَكُتبهم في سوى مَعنى عقائدهم

بحورُ علمٍ فَرِد منها لأعذبهِ

لَكن إذا كنتُ لم تُدرك دَسائسهم

دَع ما يُريبك تفلح في تجنّبهِ

وَاللَّه يَرحمُنا طرّاً فرحمتهُ

هيَ العمادُ لكلّ المؤمنين بهِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هو الله لا نحصي لآلائه شكرا

المنشور التالي

يا نسيماً سرى إلى قاسيونا

اقرأ أيضاً