لهذا الجلال الذي لا يرام

التفعيلة : البحر المتقارب

لِهذا الجلال الذي لا يُرامُ

مَعانِ تَحَيَّر فيها الكلامُ

وقد طَوَّلت وصفَها المادِحون

وأقصرُ ما مرَّ فيها التَّمام

فيا ابنَ البَتولِ سليلَ الرسولِ

أبوك الوَصِىُّ وأنت الإمام

أبوك الذي سار فوق البُراقِ

وفي يد جِبريلَ منه زمام

فلما انتهى سِدْرَة الْمُنْتَهى

مَقاما له جَلَّ ذاك المَقام

دنا قابَ قوسَيْن من ربه

على يقظةٍ لم يَشُبْها منام

فما كذب القلبُ ما قد رآه

فهل حُجّةٌ في خلافٍ تُقام

فضائلُ جاء بهنّ الكتاب

وآياتُه المُحكَمات العِظام

فيا عروةٌ لم يَخِبْ من له

بمثياقِها سببٌ واعتصام

تَطوَّلتَ حتى احتذاك الغَمام

وصُلْت فخافك حتى الحِمام

وسار بشكرك حتى الرياح

وغنى بمدحك حتى الحمام

فما للبلاد ولا للعباد

بغيرِك في كل أرضٍ قَوام

ولولا عزائمُك النافذات

لأصبح للكفر فيها عُرام

أَمِنّا بسيفك من خوفه

فسيفُك كالشمس وهْو الظلام

أتى العيدُ يَغْنم من راحتيك

من الفضل ما غَنمتْه الأنام

هنيئاً له حين قابلتَه

وأبدى له شكرك الإبتسام

فمن حاسديه على أنْ رآك

فشرَّفتَه زمزمٌ والمقام

بقيتَ بقاءً أَخصُّ الطباع

بأوصافه اللازمات الدوام

ولا زلتَ تَنْدَى ويرجو يديك

بنو الدهرِ يوم وشهر وعام

وصلَّى الإلهُ وأهلُ السماء

عليك صلاةً يليها السلام


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا دار ماذا فيك من ملح

المنشور التالي

هناك الفخر يا شهر الصيام

اقرأ أيضاً