وداعا للرمالِ وللمغاني
وداعا للملاحة يا صديقي
أتذكر كيف كان الموج يجرى
كما يجرى الشقيق إلى الشقيق
وقفنا في جوار اليم سكرى
كسكر الناظرين إلى الرحيق
نرى في البرّ ألوان التناجى
وفي البحر المشارف والعميق
كأن الحسن ذاب بكل لون
نراه وفي المياه وفي الطريق
سكرنا سكرة الحرمان حتى
كلانا كالأسيرِ وكالطليق
وهذا الجو يملؤه حنانٌ
ولو أن الغروب من الحريق
وأبنا أوبة المهزوم لكن
بنا طربٌ من الأدب الحقيقي
وحين مضى القطار يقل وجدى
ووجدك كالرفيق من الرفيق
رأينا الحسن وثابا جريئا
يحاصرنا كأحلام العشيق
فعوضنا من التبريح صفواً
ومن صور الخشونة بالرقيق
وأضحكنا من السفر الموافى
بألوان الأثاب وبالزعيق
رموه خنادقا وقلاع حرب
فصار مدى الطريق من المضيق
وذا طست الغسيل يداس حتى
يزمجر بالرعود وبالبريق
وتمضى الغانيات على تثن
تثنى النور في الجو الصفيقِ
فسبحان المكافىء والمعزّى
وما أدنى الرجاء بكلّ ضيق
لقد عدنا بقهقهة وأنسٍ
وأحلام الرشاقة والرشيق