عن الوطن الغالي أهاجر مرغماً
وكل حبيب في الحياة سيرغم
أودعها بالدمع طوعاً لأنني
أظن بأن الدمع عني يترجم
بلادٌ جفت عني وطال جفاؤها
لأني بأمر الَلَه والحب مسلم
بلادٌ كريماتٌ وأرضٌ كريمةٌ
ولكنني في شرعة الوجد أكرم
سأبكي عليها حين أترك أرضها
ألا إنما المظلوم في الحب يظلم
هجرت بلاداً لست أعرف ما اسمها
ولا رسمها إني إلى اللَه أرجع
بلادٌ ترى أن الضلال هداية
وللإلك إفك الشر تصغى وتخضع
إذا قالت العزّى أجابوا نداءها
وكاهنهم من خشية يتركع
أمكة داري كيف هاتيك دارة
يقول بها الشرك الأثيم فتخنع
بلاد تخون اللَه في كبريائه
وفي الطين طين الشرك تجرى وترتع
غريبٌ بدار الشرك لا الأهل أهلُه
وإن كرُمت فيها جدودٌ وأعمامُ
أبى اللَه أن أحيا بدار يذلها
على عزها في حومة العدل أصنام
ولولا مخافُ الشرك والشرك ظلمة
لعفّرت في أرجائها من جوى خدى
سنونَ وأعوامٌ طوال قضيتها
ومكة تستهدى هواي وتستجدي
لقد عرفت والدار تعرف أهلها
بأني أنا الحامي لأخلاقها وحدى
سأرحل عنها غاضباً أو مغاضباً
فيالتيها قد تعرف النوم من بعدي
فيا دار لا دارت عليك دوائرٌ
ولا ذُقت في ليليك غائلة السهد
يا دار لا دار إني راحلٌ أبداً
ومن دمائي دموع الكون تنسكبُ
أودع الدار إني لا أودعها
قلبي إليها قريب حين يغترب
إني هجرت الدار
دار الجوى والنار
خلعتُ شبابي فيك بإدارة الهوى
ويا نور أجفاني وأحلام آلامي
أودع داراً لو أطقت فديتها
بأطيب أيامي وألطف أحلامي