لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ
وَلي سَكرَةٌ لا يَقتَضي مِثلَها السُكرُ
هِيَ الدارُ في حالَي نَواها وَقُربِها
فَإِن تَدنُ فَالمَغنى وَإِن تَنأَ فَالقَفرُ
وَيَبكي دَماً إِن بِتَّ ضَيفاً لِذِكرِهِ
وَما اِسمُكَ إِلّا الضَيفُ بَيَّتَهُ الفِكرُ
وَأَمّا الدَمُ الجاري فَمِن عَقرِ قَلبِهِ
وَأَعلى كَراماتِ الضُيوفِ هَوَ العَقرُ
أَيا دَهرُ لا مَن قَد هَويتُ وَلا الصِبا
وَلَم يَبقَ لا كاسي الشَبابِ وَلا الوَفرُ
فَيا لَيتَ دَهري بَعضُ مَن قَد عَدِمتُهُ
وَيا وَيلَتي أَفنى وَما فَنِيَ الدَهرُ
سَأُبقي عَلى الأَحرارِ مِنهُ بَقِيَّةً
يَسوءُهُمُ أَلّا يُنادي لَها حُرُّ
وَإِنَّ العَذابَ الأَكبَرَ البَينُ فَاِبكِهِ
وَإِنَّ عَذاباً دونَ ذَلِكُمُ الهَجرُ
وَلِهتُ فَوَصفي لَم يُحَصِّلهُ واصِفٌ
فَلا جَزَعٌ لي يَومَ بانوا وَلا صَبرُ
وَلَو بَدَّلوني مِن مَلامٍ شَفاعَةً
إِلى مَن عَلَيهِ اللَومُ لَاِعتَدَلَ الأَمرُ
أَرى نُذُراً لِلبَينِ صَرَّحَ وَعدُها
عَلَيَّ إِذا ما الدَهرُ أَخلَفَها نَذرُ
وَلَو أَنَّني سايَرتُ رَوضَةَ حُسنِهِ
لَسايَرَها مِن بَينِ أَجفانِهِ نَهرُ
يَقولونَ إِنَّ الدَمعَ باحَ بِسِرِّهِ
وَهَل كانَ ما بَيني وَبَينَكُمُ سِرُّ
وَماذا عَلى عَينٍ تَرى الحُسنَ رَوضَةً
إِذا ما جَرى مِن فَيضِ أَدمُعِها قَطرُ