دخلتُ حَمَّاما على غِرةٍ
لما دعاني سوءُ حَظٍّ وحَيْنْ
تَوفُّراً مني على راحةٍ
أَحظَى بها إثْرَ كَلالٍ وأَيْنْ
فنلتُ منها كلَّ ما ساءني
من همِّ نفسٍ ثم إسخانِ عين
حَرٌّ أذاب القلب غما كما
يفعل بالعشاق هجر وبين
والناسُ فيها في زحامٍ كما
يُفْرَغ في القالَبِ ذَوْبُ اللُّجَين
تحتَ دخانٍ جاء من ثغرةٍ
تفضِى لمُستوقَدِها من رُكين
وفَرْطِ نَتنٍ كامنٍ خِلْتُه
يُطالب الأنفَ بثأرٍ ودَين
فرمتُ أنْ أخرجَ من بعدِما
دخلتُ ظَنّاً أنّ ما رمتُ هَيْن
فكان ما صَوَّره خاطرِي
من ذلك الظنِّ غرورُ ومَيْن
والبابُ قد ضاع وهَبْ لم يَضِعْ
كيف سبيلٌ لخلاصي وأين
وزادَني الجهدُ إلى غايةٍ
فيها هي الموتُ وإلا دُوَيْن
فلعنةُ اللهِ على عالمٍ
أو جاهلٍ يدخُلها مَرَّتين