بِقَدر النهى بَينَ الوَرى يشرفُ القَدر
فَكُن سَيِّداً في مِثلِهِ يَفخَر الفَخرُ
وَلا تَكُ إِلّا شاكرَ النِعمَة الَّتي
لَكَ اللَه قَد أَعطى لَهُ الحَمد وَالشُكرُ
مَراتب عزٍّ في سَما المَجد أَشرَقَت
فَما شَكَّ راءٍ أَنَّها الأَنجُم الزُهرُ
وَآيات سَعد لَو تَلاها الهَنا عَلى
زَمان عَبوسٍ لاحَ في وَجهِهِ البشرُ
فَيا لَكَ أَوقاتاً بِها سَمَحت لَنا
يَد الدَهر حَتّى قيل قَد أَحسَن الدَهرُ
بِها طالع الإِسعاد آذن بِالمُنى
فَقارنه التَوفيق وَالفَتح وَالنَصرُ
وقَد لاحَ بَعد العُسر يُسر لَدى المَلا
وَلا شَكّ أَن العُسر يَعقبه اليُسرُ
لأَحمَد حَمدي وَالثَنا وَلَهُ الهَنا
فَما الحَمد إِلّا ما بِهِ يحسن الذكرُ
فَلا عَجَباً إِن فاحَ طيب ثَنائِهِ
شَمائله رَوض وَأَخلاقه الزُهرُ
جَزى الدَولةَ الغَرّاءَ خَيرَ جَزائِهِ
إِلَهٌ لَهُ التَدبير وَالحُكم وَالأَمرُ
عَلى ما بِهِ جادَت وَلا زالَ جودها
مَدى الدَهر مَدّاً ما لِتيّاره جزرُ
حَبَتنا بِدَفتردارِها غاية المُنى
فَلا دَفتَر يحصي ثَناها وَلا سفرُ
بسعي مشير المَجد ذي الشِيَم الَّتي
مَحامدها شفع وَمَحمودها وترُ
نَديم العُلى وَالسَعد أَوحَد عَصره
عَلى أَنَّهُ ما جاءَ في مثله عَصرُ
هُوَ اللَيث إِلّا أَنَّهُ الغَيث نائِلاً
عَلى أَنَّهُ بَحر وَلَكنّهُ بَدرُ
لَهُ السَيف وَالأَقلام في السلم وَالوَغى
فَتِلكَ لَها نظم وَذاكَ لَهُ نَثرُ
عِناياته مَجد وَإِسعافه علىً
وَإِرضاؤهُ نَفع وَإِغضابُهُ ضرُّ
وَأنظارهُ عزٌّ وَتَقريبهُ غِنىً
وَإغضاؤُهُ ذُلٌّ وَتَبعيده فقرُ
وَمَن قَد حَباه اللَه نورَ بَصيرة
يَكاد بِها يَدري بِما كتم السرُّ
وَمَن يقرن الرَأيَ السَديد بِحَزمه
وَقَد حارَ فيما جالَ في فكره الفكرُ
وَمَن يَصنَع المَعروف مَع مُستحقّه
إِلى أَن يُرى رقّاً لإِحسانِهِ الحرُّ
وَمَن دَأبه فعلُ الجَميل وَحَظّه
بِما فيهِ خَير لِلوَرى وَلَهُ الأَجرُ
وَمَن شَرفت بَيروت عزّاً وَبَهجَةً
بِهِ وَأَعالي الفَخر حازَت وَلا فَخرُ
ألا وَهوَ مَحمود الشَمائل في المَلا
لَهُ كَرَم الأَخلاق وَالشِيَم الغُرُّ
سَيَنمو بِعَون اللَه إِصلاح شَأننا
بِأَيّامه فَالغَيث أَوّله قَطرُ
فَحَمداً لَكَ اللَهمَّ يا مَن هباته
تجلُّ وَتَسمو أَن يُحيط بِها حصرُ
عَلى ما بِهِ أَنعمت يا خَير مُنعمٍ
عَلَينا وَقَد داوَيت فَاِنجبرَ الكَسرُ
مَنحت المَعالي أَحمَد الناس منحة
لِمانحه يا مَن هُوَ المانح البرُّ
وَقلّدتَ جيد المَجد عقد مَحامدٍ
زَها بَهجَةً مِنهُ بِجَوهره الدرُّ
فَزدهُ مِن العَلياء عزّاً وَرفعَةً
مَدى الدَهر يا مَن فَضله لِلوَرى ذُخرُ
وَظيفة يسّرنا لَها مُستحقّها
فَقالَ الهَنا أَرّخ وَظائفه يسرُ