يَاصَاحِ لاَ تَبْكِ عَهْداً لِلْوِصَالِ مَضَى
عَنَّا حَمِيداً وَأَوْطَاراً وَأَوطَانَا
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا الشَّكْوَى بِنَافِعَةٍ
وَكُلُّ صَعْبٍ إِذَا هَوَّنْتَهُ هَانَا
وَانْظُرْ إِلَى الرَّوْضِ إِذْ هَبَّتْ مُحَدِّدَةً
طَلاَئِعُ الرِّيحِ كَيْفَ اهْتَزَّ وَازْدَانَا
وَجَرَّدَ الْمَاءُ مِنْ عهدِ الطِّلاَلِ بِهِ
سَيْفاً مِنَ الْجَدْوَلِ الْمَسْلُولِ عُرْيَانَا
وَأَوْتَرَ الْقَوْسُ فِي آفَاقِهِ قُزَحٌ
يَرْمِي فَدَرَّعَ أَنْهَاراً وَغُدْرَانَا
وَأَرْسَلَ الْغَيْمُ نَبْلاً مِنْ سَحَائِبِه
أَدْمَى بِصَائِبِها وَرْداً وَنُعْمَاناً
فَهَاتِهَا كَشُعَاعِ الشَّمْسِ مُشْرِقَةً
كَأَنَّ فِي الْكَأْسِ يَاقُوتاً وَعِقْيَانَا
وَاشْرَب عَلَى نَغْمَةِ الأَوْتَارِ مُصْطَبِحاً
وَبُحْ بِسِرِّ الْهَوَى لاَ تُبْقِ كِتْمَانَا
وَارْكُضْ إِلَى اللَّهْوِ أَفْرَاسَ الصِّبَا مَرَحاً
إِذَا وَجَدْتَ لِخَيْلِ اللَّهْوِ مَيْدَانَا
وَلاَ تُضِع فُرَصَ اللَّذَّاتِ إِنَّ لَنَا
رَبّاً كَرِيماً يُقِيلُ الذَّنْبَ غُفْرَانَا
وَكَيْفَ نَرْهَبُ مِنْ خَطْبٍ أَلَمَّ بِنَا
يُوْماً ويُوسُفُ بَعْدَ اللَّهِ مَوْلاَنَا