أَلاَ هَكَذَا تُبْنَى الْمَدَارِسُ لِلْعِلْمِ
وَتَبْقَى عُهُودُ الْمَجْدِ ثَابِتَةُ الرَّسْمِ
وَيُقْصَدُ وَجْهُ اللَّهِ بِالْعَمَلِ الرّضَى
وَتُجْنَى ثِمَارُ الْعِزِّ مِنْ شَجَرِ الْعَزْمِ
تُفَاخُرِ مِنِّي حَضْرَةَ الْمُلْكِ كُلَّمَا
تَقَدَّمَ خَصمٌ فِي الْفَخَارِ إِلَى خَصْمِ
بِأَجْدَى إِذَا ضَنَّ الْغَمَامُ مِنَ الْحَيَا
وَأَهْدَى إِذَا جَنَّ الظَّلاَمُ مِنَ النَّجْمِ
فَيَا ظَاعِناً لِلْعِلْمِ يَطْلُبُ رِحْلَةً
كُفِيتَ اعْتَرِاضَ الْبِيدِ أَوْ لُجَجَ الْيَمِّ
بِبَابِيَ حُطَّ الرَّحْلَ لاَ تَنْوِ وِجْهةً
فَقَدْ فُزْتَ فِي حَالِ الإِقَامَةِ بِالْغُنْمِ
فَكَمْ مِنْ شَهَابٍ فِي سَمَائِي ثَاقِب
وَمِنْ هَالَةٍ دَارَتْ عَلَى قَمَرٍ تِمٍّ
يُفِيضُونَ مِنْ نُورٍ مُبِينٍ إِلى هُدىً
وَمِنْ حِكْمَةٍ تَجْلُو الْقُلُوبَ إِلَى حُكْمِ
جَزَى اللَّهُ يُوسُفاً خَيْرَ مَا جَزَى
مُلُوكَ بَنِي نَصْرٍ عَنِ الدِّينِ وِالْعِلْمِ