خَليلِي إن اشْتَقْتَني مرّةً
تَشوَّقَكَ القلْبُ منّي مِرارا
وما زِلْتُ أصْفيكَ محْضَ الوِدادِ
وأمْنَحُكَ الحُبَّ بحْتاً نُضارا
جعلْتُكَ في حادِثِ الدّهْرِ سُوراً
وفي معْصَمِ الفخْرِ منّي سِوارا
وأعْدَدْتُ وُدَّكَ كَنْزاً عَتيداً
أقَمْتُ الوَفاءَ علَيْهِ جِدارا
لعَمْرُكَ لو حِيزَ لي مُلْكُ كِسْرى
وخاقانَ ذي التّاجِ أو مُلْكُ دارا
وخُيِّرتُ في ودِّكَ المُرْتَضى
وفيهِ لَمِلْتُ إليْكَ اخْتِيارا
نسَبْتَ ليَ الذّنْبَ ظُلْماً ولوْ
جنَيْتُ لأمّلْتُ منْكَ اغْتِفارا
فمِثْلُكَ مَنْ يعْثُرُ الخِلُّ يوْماً
فيُغْضي لهُ ويُقيلُ العِثارا
فكيْفَ وكيفَ ولا ذنْبَ لي
سوى الودِّ مهْما أعَدْتَ اعْتِبارا
فَما لكَ عوفِيتَ تُرْضي العِدا
وتولِي البِعادَ وتُبْدي النِّفارا
تَوارَيْتَ عنْ ناظِري ظاهِرا
وشخْصُكَ في الفِكْرِ ما إنْ تَوارَى
وأحْلَلْتَني للأمانِ حِمىً
رَمَيْتُ بِها منْ فؤادي الجِمارا
فمُنَّ بعُتْباكَ بعْدَ العِتابِ
فكُنْتُ أؤمِّلُ عنْكَ اصْطِبارا