أيها المُتْحفِي بحُولٍ وعُورٍ
أين كانت عنك الوجوهُ الحسانُ
قد لَعَمْرِي ركبتَ أمراً مهيناً
ساءنا فيك أيها الخُلْصانُ
فتحك المِهرجانَ بالحُولِ والعُو
ر أرانا ما أعقبَ المِهرجان
كان من ذاك فقدُك ابنتَك الحُرْ
رَةَ مصبوغةً بها الأكفان
وتجافي مؤمَّل لي خليلٍ
لجَّ منه الجفاء والهجران
وعزيزٌ عليَّ تَقْريعُ خِلّ
لا يُدانيه عنديَ الخلان
غيرَ أنِّي رأيت إذكارَهُ الحزْ
م وإشعارهُ شعاراً يصان
لا تهاوَنْ بطيرةٍ أيُّها النَّظْ
ظارُ واعلم بأنَّها عنوان
قِفْ إذا طيرةٌ تلقَّتْكَ وانُظرْ
واستمعْ ثمَّ ما يقولُ الزمان
فَلِما غابَ من أُمورِكَ عُنْوا
نٌ مُبينٌ وللزّمانِ لسان
لا يَقُدْكَ الهوى إلى نصرة الأخ
بار حتَّى تُهين ما لا يهان
إنَّ عُقْبَى الهوى هُوِيٌّ وعُقْبَى
طُولِ تلك التهاوناتِ هوان
لا تُصَدِّقْ عن النَّبِيِّينَ إلا
بحديثٍ يلوحُ فيه البيان
قد أتَى عن نبيِّنا حبُّه الفأْ
لَ مضيئاً بذلك البرهان
ومحبُّ الحبيبِ لا شك فيه
كارهٌ للكريه يا إنسان
فدع الهزلَ والتضاحك بالطِّي
رةِ فالنُّصْحُ مُثْمِنٌ مَجَّان
أترى من يرى البشيرُ بشيراً
يَمْتري في النذير يا وَسْنان
خبَّر اللَّهُ أنَّ مَشْأَمةً كا
نَتْ لقومٍ وخبَّر القرآن
أفَزُورُ الحديثِ تقبلُ أم ما
قاله ذو الجلال والفرقان
لا تَكَرَّهْ مَواعظي لكريه الْ
حَقِّ فيها فإنها بستان
فيه دفْلَى وفيهِ شَوْكٌ وفيه
من ثمارٍ كرائمٌ ألوان