بات يدعو الواحدا الصمدا

التفعيلة : البحر المديد

بات يدعو الواحدا الصمدا

في ظلام الليل منفردا

خادم لم تُبْقِ خدمتُه

منه لا رُوحاً ولا جَسدا

قد جفتْ عيناه غمْضَهما

والخليُّ القلب قد رقدا

في حشاه من مخافته

حُرُقاتٌ تلْذع الكبِدا

لو تراه وهو منتصب

مُشْعِرٌ أجفانَه السُّهُدا

كلما مَرَّ الوعيدُ به

سحَّ دمعُ العين فاطَّردا

ووهت أركانه جزعاً

وارتقت أنفاسه صُعُدا

قائلٌ يا منتهى أملي

نجِّني مما أخاف غدا

أنا عبدٌ غرّني أملي

وكأنَّ الموتَ قد وردا

وخطيئاتي التي سلفتْ

لستُ أحصي بعضَها عددا

فليَ الويل الطويل غداً

ليت عمري قبلها نَفِدا

ويح عيني ساء من نظرتْ

ويح قلبي ساء ما اعتقدا

ليت عيني قبل نظرتها

كُحِلَتْ أجفانُها رمدا

فإذا مرَّ الوعيد به

كاد يُفني روحه كمدا

وإذا مرَّ الوُعود به

شدَّ منه القلب والعضدا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا أيها المعتضد المعضود

المنشور التالي

قاتله الله فما

اقرأ أيضاً

بأبي الشموس الجانحات غواربا

بِأَبي الشُموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا اللابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا المَنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا وَجَناتِهِنَّ الناهِباتِ الناهِبا الناعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِيا تُ…