أذكى بقلبي لوعة إذ أومضا

التفعيلة : البحر الكامل

أذْكى بقَلبي لوعَةً إذ أوْمَضا

بَرْقٌ أضاءَ وميضُهُ ذاتَ الأضا

فَبدا وقد نَشَرَ الصّباحُ رِداءَهُ

كالأيْمِ ماجَ بهِ الغَديرُ فنَضْنَضا

إنْ لمْ يُصرِّحْ بابْتِسامِكِ جَهْرَةً

فلقَدْ وحُبّكِ يا لُبيْنى عرّضا

ونَظَرْتُ إذْ غَفَلَ الرّقيبُ فراعَني

نَعَمٌ لأهْلِكِ هامَ في وادي الغَضَى

وسَعَتْ لهُ خُطَطُ العدوِّ بغِلْمَةٍ

شوسٍ إذا ابْتَدَروا الوَغى ضاق الفَضا

حيثُ الغَمامُ تبجّسَتْ أطْباؤُهُ

وكَسى الحِمى حُلَلَ الرّبيعِ فروّضا

ومتَيَّمٍ شَرقَ اللِّحاظُ بدَمْعِهِ

فإذا اسْتَرابَ بهِ العواذِلُ غَيّضا

هجَرَ الكَرى قَلِقَ الجُفونِ بهِ فلَو

عثَرَ الخَيالُ بطَرْفِهِ ما غمّضا

ونَصا الشّبابَ وعنْ ضَميرٍ عاتِبٍ

أعْطى المَشيبَ قِيادَهُ لا عنْ رِضى

إن ساءَهُ بنُزولِهِ فهوَ الذي

ساءَ الأنامَ مُخَيِّماً ومُغَرِّضا

وشَكا غُرابَ البَيْنِ أسْودَ حالِكاً

حتى شَدا بنَوى الأحبّةِ أبْيَضا

وتعثّرَتْ نُوَبُ الزّمانِ بماجِدٍ

إنْ لمْ يُقاتِلْ في النّوائِبِ حرّضا

وإذا تنكّرَ مَورِدٌ لمَطيّهِ

لمْ يَشْتَشِفَّ بحافَتَيْهِ العَرْمَضا

وانْصاعَ كالوَحْشيِّ سابَقَ ظِلَّهُ

وتقَعْقَعَتْ عَمَدُ الخِيامِ فقوّضا

لا أسْتَنيمُ إِلى الهَوانِ ولا يُرى

أمْري إِلى الوَكَلِ الجَبانِ مُفوّضا

وأرُدُّ طارِقَةَ اللّيالي إنْ عَرَتْ

بعزائِمي وهيَ الصوارِمُ تُنْتَضى

وأغرَّ إنْ بسَطَ الَرَجّي نحوَهُ

كِلْتا يَدَيهِ لنائِلٍ لمْ تُقْبَضا

ولهُ أمائِرُ سؤْدَدٍ أَيِسَ العِدا

منهُ وأمْرَضَ حاسِدِيهِ وأرْمَضا

وجْهٌ يَجولُ البِشْرُ في صَفَحاتِهِ

ويَدٌ تَنوبُ عنِ الحَيا إنْ برّضا

ألْقَتْ أزِمَّتَها إليهِ هِمّةٌ

كانتْ على خُدَعِ الأماني رَيِّضا

وشَكَرْتُهُ شُكْرَ المَهيضِ جَناحُهُ

نَبَتَتْ قَوادِمُ هزَّهُنَّ ليَنْهَضا

يا مُنْعِماً بالي ولمْ يَكُ كاسِفاً

ومُؤَثِّلاً مالي ولمْ أكُ مُنْفِضا

أسْرَفْتَ في الدّنيا عليّ أواهِباً

ألْبَسْتَني حُللَ الغِنى أمْ مُقْرِضا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

تذكر الوصل فارفضت مدامعه

المنشور التالي

حلفت بمرقوع الأظل تشبثت

اقرأ أيضاً

يا رجاء الوطن

يَا رَجَاءَ الوَطَنِ وَضِيَاءَ الأَعْيُنِ إِنْ يَكُ البَدْرُ اسْتَوَى فَوْقَ عَرْشٍ فُكَنِ مِصْرُ جَاءَتْ وَبِهَا بِالوَلاءِ البَينِ إِنَّهَا…

إلا معي

ستذكرين دائماً أصابعي.. لو ألف عام عشت.. يا عزيزتي ستذكرين دائماً أصابعي.. فضاجعي من شئت أن تضاجعي.. ومارسي…