نظرت وكم من نظرة تلد الردى

التفعيلة : البحر الطويل

نَظَرتُ وَكَم مِن نَظرَةٍ تَلِدُ الرَّدى

إِلى رَشأٍ بالأَجرَعَينِ كَحيلِ

تَناوَلَ أَفنانَ الأَراكَةِ واِرتَدى

بِظِلٍّ طَوَتهُ الشَّمسُ عَنهُ ضَئيلِ

بِوُدّيَ أَنّي أَستَطيعُ فَيَتَّقِي

لَظَى حَرِّها مِن أَضلُعي بِمَقيلِ

وَيألَفُ سَلْمى بِالحَشى فَهوَ شِبهُها

مَلاحَةَ طَرفٍ يا هُذَيمُ عَليلِ

فإِن لُمتَ لَم يَنظِمْ نَجيبَينِ تَحتَنا

بِبَيداءَ طولَ اللَيلِ سِلكُ سَبيلِ

أَناةٌ حَكاها الظَّبيُ جِيداً وَمُقلَةً

وَلَيسَ لَها في حُسنِها بِعَديلِ

تَميطُ لِثاماً عَن مُحَيّا لِبِشرِهِ

وَميضُ رَقيقِ الشَفرَتَينِ صَقيلِ

وَيَشكو وشاحاها مِنَ الخَصرِ دِقَّةً

إِلى كَفَلٍ مِلءِ الإِزارِ نَبيلِ

وَتَرنو بِنَجلاوَينِ سِحرُهما جَثا

على نَظَرٍ يَسبي القُلوبَ كَليلِ

بَكَت إِذ رأَت عِيسِي تُقَرَّبُ لِلنَّوى

سُحَيراً وَصَحبي آذَنوا بِرَحيلِ

وَقَد فاضَ دَمعٌ ضاقَ عَنهُ مَسيلُهُ

عَلى صَحنِ خَدٍّ لَم يَسَعهُ أَسيلِ

وَأَودَعتُها قَلبي وَصَبري كِلَيهِما

وَأَترابُها في رَنَّةٍ وَعَويلِ

فَما الصَّبرُ عَن وَجهٍ جَميلٍ مَنَحتُهُ

هَوايَ إِذا فارَقتُهُ بِجَميلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

رمتني غداة الخيف ليلى بنظرة

المنشور التالي

قضت وطرا مني النوى وتخاذلت

اقرأ أيضاً

أحضرنا الناطور من بستانه

أَحْضَرَنَا النَّاطُورُ مِنْ بُسْتَانِهِ فِي طَبَقٍ يَنْطِقُ عَنْ إِحْسَانِهِ لَوْنَاً مِنَ الرَّائِعِ فِي رُمَّانِهِ أَهْدَى لَهُ الجَوْهَرُ مِنْ…