نَظَرتُ وَللأُدْمِ النَّوافِخِ في البُرى
بِشَرقِيِّ نَجدٍ يا هُذَيمُ حَنينُ
إِلى خَفِراتٍ مِن نُمَيرٍ كَأَنَّها
ظِباءٌ كَحيلاتُ المَدامِعِ عِينُ
إِذا ما تَنازَعنَ الحَديثَ اِشتَفى بِهِ
مِنَ الوَجدِ مَتبولُ الفؤادِ حَزينُ
كَأَنَّ الَّذي استُودِعتُهُ مِنهُ لؤلؤٌ
يَلوحُ عَلى اَيدي التِّجارِ ثَمينُ
وَقَد سَمِعَتْ بي فاِعتَرَتها بَشاشَةٌ
وَمِثلي بِها عندَ الكِرامِ قَمينُ
وَسَدَّ خِصاصَ الخِدرِ طَرفٌ وَمَسمَعٌ
وَنَحرٌ وَخَدٌّ واضِحٌ وَجَبينُ
وَقالَت سُليمَى مَرحَباً بِكَ مالَنا
نَرى أَثَرَ البَلوى عَلَيكَ يَبينُ
فَقالَ هُذَيمٌ وَهوَ خِلِّي وَناصِحٌ
لَها وَعَلى أَسرارِهِنَّ أَمينُ
أَلَم تَعلَمِي أَنَّ الصَّبابَةَ أَجحَفَتْ
بِهِ وَأَخوكِ العامِريُّ سَمينُ
فَقالَتْ لَهُ مَن أَنتَ تَبغي اِنتِسابَهُ
فَقالَ هِجانٌ لَم يَلِدهُ هَجينُ
أَبوه عُلَيمِيُّ النِّجارِ وَأُمُّهُ
أَبوها زُهَيريٌّ نَماهُ عَرينُ
فَقالَت يمانٍ أَبعَدَ اللَهُ دارَهُ
لَهُ مِن نِزارٍ صاحِبٌ وَخَدِينُ
تَنَحَّ فَما لِلحَيِّ كَلب بِأَرضِنا
قَرارٌ يَقيها النائِباتِ مَكينُ
فَرحنا وَبالكَلبِيِّ غَيظٌ يُجِنُّهُ
وَلِي مِن هَواها زَنَّةٌ وَأَنينُ
كَأَنّي وَإِيّاهُ بِسائِقَةِ النَّقا
أَخو سَقَمٍ يَشكو الجِراحَ طَعينُ