وَفِتْيانِ صِدْقٍ إِنْ يُهِبْ بِهِمُ العِدا
إِلى غَمَراتٍ لا يَرُعْهُمْ وُرودُها
إِذا احْتَضَنوا بِيضَ الصَّوارِمِ أَوْمَضَتْ
بِحُمْرِ المَنايَا وَالرُّؤوسُ غُمودُها
عَلى أَعْوَجِيّاتٍ تَهَشُّ إِلى الوَغَى
وَيَلْقَى تَكالِيفَ الأَذَى مَنْ يَذُودُها
وَفَوْقَ مَطاهَا كُلُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ
يَقُودُ نِزاراً كُلَّها وَيَسُودُها
وَتُعْبِقُ رَيّا كَفِّهِ يَزَنِيَّةً
إِذَا لَمَسَتْها كادَ يَخْضَرُّ عُودُها
وَقَدْ حَارَبَتْهُ مِنْ مَعَدِّ وَغَيْرِها
قَبائِلُ تَبْغِي المُلْكَ صُعْراً خُدُودُها
فَخايَلَ في ثِنْي المُفاضَةِ ظِلَّهُ
وَسُلّتْ بِأَطْرافِ العَوالي حُقُودُها
وَنَحْنُ مَلَكْنا الأَرْضَ فَانْتَعَشَ الوَرَى
بِأَيْدٍ سِباطٍ شيبَ بِالبأَسِ جُودها
وَسُقْناهُمُ وَالخَيْرُ فينا سَجِيَّةٌ
إِلى نِعَمٍ لا يُسْتَطاعُ جُحودُها
فَإِنْ يَحْسُدونا لا نَلُمْهُمْ وَهذِهِ
مَآثِرُ تَأْبَى أَنْ يُلامَ حَسَودُها