نظرت بألحاظ الظباء العين

التفعيلة : البحر الكامل

نظَرَتْ بألْحاظِ الظِّباءِ العِينِ

ظَمْياءُ بالعَقِداتِ منْ يَبْرينِ

تَرْنو وقد وَلِعَ الفُتورُ بعَيْنِها

وَلَعَ الهَوى بفؤادِيَ المَفْتونِ

ولَها اسْتِراقَةُ نَظْرَةٍ نالَتْ بِها

ما لا يُنالُ بصارِمٍ مَسْنونِ

ونَشَدْتُ قَلبي حينَ عزَّ مَرامُهُ

إذ ضلَّ بينَ مَحاجِرٍ وعُيونِ

تلكَ النّواظِرُ ما تُفيقُ منَ الكَرى

وبِها سُهادُ الهائِمِ المَحْزونِ

يا سَعدُ إنّ الجِزْعَ أكثَبَ فاسْتَعِرْ

نَظَراتِ طاوي ليلَتَينِ شَفونِ

واجْذِبْ زِمامَ الأرْحَبيّ ولا تُبَلْ

ذِكْراً وَصَلْنَ حَنينَهُ بحَنيني

واشتاقَ كاظِمَةً فجُنَّ جُنونُهُ

وذَكَرْتُ ساكِنَها فجُنَّ جُنوني

لمنِ الظّعائِنُ دون أكثِبَةِ الحِمى

يَطوي الفَلاةَ بهِنَّ كُلُّ أَمونِ

فالآلُ بَحْرٌ حينَ ماجَ برَكْبِها

وجَرى الرّكائِبُ فيهِ جَريَ سَفينِ

عارَضْتُها فنظَرْنَ عن حَدَقِ المَها

يَلمَحْنَ بارقَةَ الغَمامِ الجُونِ

وتكاثَرَتْ دُفَعُ الدّموعِ كأنّها

نَفَحاتُ سَيْبِكَ يا قِوامَ الدّينِ

للهِ دَرُّكَ مِنْ مُدَبِّرِ دولَةٍ

وَجَدَتْهُ خَيْرَ مُؤازِرٍ ومُعينِ

يُلْقي بعَقْوَتِها ذِراعَيْ ضَيْغَمٍ

أدْمى شَبا الأنْيابِ دونَ عَرينِ

ويَحوطُها بيَراعِهِ وحُسامِهِ

متدَفِّقَيْنِ بنائِلٍ ومَنونِ

وضَحَتْ مَناقِبُهُ فليسَ بمُدَّعٍ

شَرَفاً ولا في مَجْدِهِ بظَنينِ

واسْتَأْنَفَ الفُضَلاءُ في أيامِهِ

عِزّاً فلمْ يتَضاءَلوا لِلهُونِ

وتطوَّحَتْ بي هِمّةٌ درَأَتْ إِلى

وَجْناءَ جائِلَةِ النّسوعِ وَضِيني

وطَرَقْتُ ساحتَهُ فألْقَمْتُ الثّرى

صَنِفاتِ ذَيْلِ دِلاصِيَ المَوْضونِ

مَنْ مُبْلِغٌ بَطْحاءَ مكّةَ أنّني

لمْ أرْعَ بالجَرْعاءِ رَوْضَ هُدونِ

ورأيْتُ مَنْ يَمْتارُ ضَوْءَ جَبينِهِ

بَصَري فقبَّلْتُ الثّرى بجَبيني

لولا العُلا وأنا القَمينُ بنَيْلِها

لنَفَضْتُ منْ مِنَحِ المُلوكِ يَميني

فالعِزُّ بالبَطْحاءِ بينَ مُغَرِّرٍ

شَرِسٍ وأبْلَجَ شامِخِ العِرْنينِ

ولأَشْكُرَنّ نَداكَ شُكْرَ خَميلَةٍ

لندىً يُرَقْرِقُهُ الغَمامُ هَتونِ

ولأنْظِمَنَّ قَصائِداً لَفَّ الحِجى

فيها سُهولَ بَلاغَةٍ بحُزونِ

وتَهُزُّ أعْطافَ المُلوكِ كأنّها

ريحُ الشّمالِ تعثّرَتْ بغُصونِ

وكأن راويها يطوفُ علَيْهِمُ

بابْنِ الغَمامةِ وابْنَةِ الزَّرْجونِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

تلك الحدوج يراعيهن غيران

المنشور التالي

ألمت ودوني رامة فكثيبها

اقرأ أيضاً