وَمَجلِسٍ ما لَهُ شَبيهٌ
حَلَّ بِهِ الحُسنُ وَالجَمالُ
يَمطُرُ فيهِ السُرورُ سَحّاً
بِديمَةٍ ما لَها اِنتِقالُ
شَهِدتُهُ في شَبابِ صِدقٍ
ما إِن يُسامى لَهُم فَعالُ
نَأخُذُ صَهباءَ بِنتَ كَرمٍ
عَذراءَ لَم تُؤوِها الحِجالُ
نَشرَبُها بِالكِبارِ صِرفاً
وَلَيسَ في شُربِنا مُطالُ
يَسعى بِها مُخطَفٌ غَريرٌ
كَأَنَّهُ البَدرُ أَو مِثالُ
فَصُرِّعَ القَومُ وَاِستَدارَت
رَحى الحُمَيّا بِهِم فَمالوا
كَأَنَّما الشَربُ بَعدَ هَذيٍ
صَرعى تَمادى بِهِم كَلالُ
حَتّى إِذا ما بَدا سُهَيلٌ
وَحانَ مِن لَيلِنا اِرتِحالُ
نَبَّهتُ طَلقَ اليَدَينِ سَمحاً
يَمطُرُ مِن كَفِّهِ النَوالُ
مُحَمَّداً خَيرَ مَن يُرَّجى
يَقصُرُ عَن وَصفِهِ المَقالُ
فَقُلتُ خُذها فَدَتكَ نَفسي
فَكُلُّ شَيءٍ لَهُ زَوالُ
فَقامَ وَالنَومُ في المَآقي
كَأَنَّما مَسَّهُ خَبالُ
ثُمَّ اِحتَبى مُسرِعاً وَغَنّى
بِخُسرَوِيٍّ لَهُ دَلالُ
عَيناكَ دَمعاهُما سِجالُ
كَأَنَّ شَأنَيهِما وِشالُ