لا تئل العصم في الهضاب ولا

التفعيلة : البحر المنسرح

لا تئلُ العُصمُ في الهِضابِ وَلا

شَغواءُ تَغذو فَرخَينِ في لُجُفِ

يُكِنُّها الجَوُّ في النَهارِ وَيُؤ

وِيها سَوادُ الدُجى إِلى شَرَفِ

تَحنو بِجُؤشوشِها عَلى ضَرَمٍ

كَقَعدَةِ المُنحَني مِنَ الخَزَفِ

وَلا شُبوبٌ باتَت تُؤَرِّقُهُ ال

نَثرَةُ مِنها بِوابِلٍ قَصِفِ

دانٍ عَلى أَرضِهِ وَأُسنِدَ في

بَهوِ أَمينِ الإِيادِ ذي هَدَفِ

دَيدَنُهُ ذاكَ طولَ لَيلَتِهِ

حَتّى إِذا اِنجابَ حاجِبُ السَدَفِ

غَدا كَوَقفِ الهَلوكِ يَنهَفِتُ ال

قِطقِطُ عَن مَنبِتَيهِ وَالكَتِفِ

كَأَنَّ شَذراً وَهَت مَعاقِدُهُ

بَينَ صَلاهُ فَمَلعَبِ الشَنَفِ

وَأَخدَرِيٍّ صُلبِ النَواهِقِ صَل

صالٍ أَمينِ الفُصوصِ وَالوُظُفِ

مُنفَرِدٌ في الفَلاةِ توسِعُهُ

رَيّاً وَما يَختَليهِ مِن عَلَفِ

ما تَرَكَ المَوتُ بَعدَهُ شَبَحاً

بادٍ بِتَلِّ القِلالِ وَالشَعَفِ

لَمّا رَأَيتُ المَنونَ آخِذَةٌ

كُلَّ شَديدٍ وَكُلَّ ذي ضَعَفِ

بِتُّ أُعَزّي الفُؤادَ عَن خَلَفٍ

وَباتَ دَمعي إِن لا يَفِض يَكِفِ

أَنسى الرَزايا مَيتٌ فُجِعتُ بِهِ

أَمسى رَهينَ التُرابِ في جَدَفِ

كانَ يُسَنّي بِرِفقَةٍ عَلَقاً

في غَيرِ عِيٍّ مِنهُ وَلا عُنُفِ

يَجوبُ عَنكَ الَّتي عَشيتَ بِها

مِن قَبلُ حَتّى يَشفيكَ في لُطُفِ

لا يَهِمُ الحاءَ في القِراءَةِ بِال

حاءِ وَلا لامَها مَعَ الأَلِفِ

وَلا يُعَمّي مَعنى الكَلامِ وَلا

يَكونُ إِنشادُهُ عَنِ الصُحُفِ

وَكانَ مِمَّن مَضى لَنا خَلَفاً

فَلَيسَ مِنهُ إِذ بانَ مِن خَلَفِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لو كان حي وائلا من التلف

المنشور التالي

من كان لو لم أهجه غالبا

اقرأ أيضاً