لما غدا الثعلب من وجاره

التفعيلة : البحر الطويل

لَمّا غَدا الثَعلَبُ مِن وِجارِهِ

يَلتَمِسُ الكَسبَ عَلى صِغارِهِ

جَذلانَ قَد هَيَّجَ مِن دُوّارِهِ

عارَضتُهُ في سَنَنِ اِمتِيارِهِ

بِضَرِمٍ يَمرَحُ في شِوارِهِ

في الحَلَقِ الصُفرِ وَفي أَسيارِهِ

مُضطَرِمَ القُصرى مِنَ اِضطِمارِهِ

قَد نَحَتَ التَلويحُ مِن أَقطارِهِ

مِن بَعدِ ما كانَ إِلى أَصبارِهِ

غَضّاً كَسَتهُ الخورُ مِن عِشارِهِ

أَيّامَ لا يُحبَسُ مِن عِثارِهِ

وَهوَ طَلىً لَم يَدنُ مِن شِفارِهِ

في مَنزِلٍ يَحجُبُ عَن زُوّارِهِ

يُساسُ فيهِ طَرَفَي نَهارِهِ

حَتّى إِذا أَحمَدَ في اِبتِيارِهِ

وَآضَ مِثلَ القُلبِ مِن نُضارِهِ

كَأَنَّما قُرِّبَ مِن هِجارِهِ

يَجمَعُ قُطرَيهِ مِنَ اِنضِمارِهِ

وَإِن تَمَطّى تَمَّ في أَشبارِهِ

عَشرٌ إِذا قُدِّرَ في اِقتِدارِهِ

كَأَنَّ لَحيَيهِ لَدى اِفتِرارِهِ

شَكَّ مَسامِرٍ عَلى طِوارِهِ

كَأَنَّ خَلفَ مُلتَقى أَشفارِهِ

جَمرَ غَضىً يُدمِنُ في اِستِعارِهِ

سِمعٌ إِذا اِستَروَحَ لَم تُمارِهِ

إِلّا بِأَن يُطلَقَ مِن عِذارِهِ

فَاِنصاعَ كَالكَوكَبِ في اِنحِدارِهِ

لَفتَ المُشيرِ مَوهِناً بِنارِهِ

حَتّى إِذا أَخصَفَ في إِحضارِهِ

خَرَّقَ أُذنَيهِ شَبا أَظفارِهِ

حَتّى إِذا ما اِنشامَ في غُبارِهِ

عافَرَهُ أَخرَقُ في عِفارِهِ

فَتَلتَلَ المِفصَلَ مِن فِقارِهِ

وَقَدَّ عَنهُ جانِبَي صِدارِهِ

لا خَيرَ في الثَعلَبِ في اِبتِكارِهِ

لا خَيرَ في الثَعلَبِ في اِبتِكارِهِم


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إذا الشياطين رأت زنبورا

المنشور التالي

يا سائل الله فزت بالظفر

اقرأ أيضاً

أقول لصاحبي من التعزي

أَقولُ لِصاحِبَيَّ مِنَ التَعَزّي وَقَد نَكَّبنَ أَكثِبَةِ العُقارِ أَعيناني عَلى زَفَراتِ قَلبٍ يَحِنُّ بِرامَتَينِ إِلى النَوارِ إِذا ذُكِرَت…

ما أرضى بنصح بني كليب

ما أَرضى بِنُصحِ بَني كُلَيبٍ وَما أَنا عَن عَريفِهِمُ بِراضي وَما أَنسى صَنيعَهُمُ بِحَجرٍ وَبِالقَصَباتِ مَحبِسَهُم مَخاضي وَلَو…