بوأت رحلي في المراد المبقل

التفعيلة : البحر الكامل

بَوَّأتُ رَحلي في المَرادِ المُبقِلِ

فَرَتَعتُ في إِثرِ الغَمامِ المُسبِلِ

مَن مُبلِغٌ أَفناءَ يَعرُبَ كُلَّها

أَنّي اِبتَنَيتُ الجارَ قَبلَ المَنزِلِ

وَأَخَذتُ بِالطِوَلِ الَّذي لَم يَنصَرِم

ثِنياهُ وَالعَقدُ الَّذي لَم يُحلَلِ

هَتَكَ الظَلامَ أَبو الوَليدِ بِغُرَّةٍ

فَتَحَت لَنا بابَ الرَجاءِ المُقفَلِ

بِأَتَمَّ مِن قَمَرِ السَماءِ وَإِن بَدا

بَدراً وَأَحسَنَ في العُيونِ وَأَجمَلِ

وَأَجَلَّ مِن قُسٍّ إِذا اِستَنطَقتَهُ

رَأياً وَأَلطَفَ في الأُمورِ وَأَجزَلِ

شَرخٌ مِنَ الشَرَفِ المُنيفِ يَهُزُّهُ

هَزَّ الصَفيحَةِ شَرخُ عُمرٍ مُقبِلِ

فَاِسلَم لِجِدَّةِ سُؤدُدٍ مُستَقبَلٍ

أُنُفٍ وَبُردِ شَبيبَةٍ مُستَقبَلِ

كَم أَدَّتِ الأَيّامُ مِن حَدَثٍ كَفَت

أَيّامُهُ حَدَثَ الزَمانِ المُعضِلِ

لِلمَحلِ يَكشِفُهُ وَلَم يَبعَل بِهِ

وَالثِقلُ يَحمِلُهُ وَلَيسَ بِمُثقَلِ

وَالخَطبُ أُمَّت مِنكَ أُمُّ دِماغِهِ

بِالقُلَّبِ الماضي الجَنانِ الحُوَّلِ

وَمَقامَةٍ نَبلُ الكَلامِ سِلاحُها

لِلقَولِ فيها غَمرَةٌ لا تَنجَلي

قَولٌ تَظَلُّ مُتونُهُ مُنهَلَّةً

سَمَّينِ بَينَ مُقَشَّبٍ وَمُثَمَّلِ

فَرَّجتَ ظُلمَتَها بِخُطبَةِ فَيصَلٍ

مَثَلٌ لَها في الرَوعِ طَعنَةُ فَيصَلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قل لابن طوق رحى سعد إذا خبطت

المنشور التالي

لا نالك العثر من دهر ولا زلل

اقرأ أيضاً