من بعد طول الضرب والحبس ،
والفحص ، والتدقيق ، والجس ،
والبحث في أمتعتي ، والبحث في جسمي،
وفي نفسي ،
لم يعثر الجند على قصيدتي،
فغادروا من شدة اليأس ،
لكن كلبا ماكرا أخبرهم بأنني أحمل أشعاري في ذاكرتي ،
فأطلق الجند سراح جثتي وصادروا رأسي ،
تقول لي والدتي : ” يا ولدي ، إن شئت أن تنجو من النحس ،
وأن تكون شاعرا محترم الحس ،
سبح لرب العرش ، واقرأ آية الكرسي ”
اقرأ أيضاً
العمر نوم والمنى أحلام
الْعًمْرُ نَوْمٌ وَالْمُنَى أَحْلاَمُ مَاذَا عَسَى أَنْ يَسْتَمِرَّ مُقَامُ وَإِذَا تَحَقَّقْنَا لِشَيءٍ بَدْأَةً فَلَهُ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ تَمَامُ…
وليلة أيقظني معانقي
وَلَيلَةَ أَيقَظَني مُعانِقي وَالبَدرُ قَد أَشرَقَ في المَشارِقِ وَقَد بَدَت في إِثرِهِ الثُرَيّا فَلَم أَزَل أَنظُرُها مَلِيّا كَأَنَّها…
والكون أشراك نفوس الورى
وَالْكَوْنُ أَشْرَاكُ نُفُوسِ الْوَرَى طُوبَى لِنَفْسٍ حُرَّةٍ فَازَتْ لَمْ تَحُزْ مَعْرِفَةَ اللَّهِ قَدْ أَوْرَطَهَا الشَّيْءُ الْذِي حَازَتْ
ظللت بها أجني ثمار نحورها
ظَللتُ بها أَجْنِي ثِمارَ نُحورِها فَتُوسِعُني سَبّاً وأُوسِعُها صَبْرا
ألا لن تنال العلم إلا بستة
أَلا لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَةٍ سَأُنبيكَ عَن مَجموعِها بِبَيانِ ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاَصطِبارٌ وَبلغَةٌ وَإِرشادُ اُستاذٍ وَطَولُ زَمانِ
ولو عددت مالك من أياد
ولو عَدَّدْتَ مالَكَ من أَيادٍ لأَفنَيْتُ الطُّروسَ ولم أُوَفِّ أَلَسْتَ مُحَكِّمِي في بحرِ جُودٍ لَدَيْكَ جَعَلْتَهُ في بَطْنِ…
نرجس عينيك عطل النرجس
نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ لَمَّا تَوَطَّى وذَلَّ في المَجْلِسْ أَبْصَرَ عَيْنَيْكَ فانْثَنى خَجِلاً مِنْكَ بِفَرْطِ الجَمالِ قَدْ أُبْلِسْ
إذا أبصرت ناظرنا
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا وقد حَفَّتْ بِهِ الخَدَمُ فلا يَغْرُرْكَ قَعْقَعَةٌ كَسَتْهُ مَجَالَها الخُذُمُ وجِدْ قِرْطاسَهُ لِتَرَى مَقابِحَ خَطَّها…