يَدرجُ النَّملُ إلى الشُّغْلِ
بِخُطْواتٍ دؤوبَهْ
مُخلصَ النِّيةِ
لا يَعملُ درءاً لعقابٍ
أو لتحصيلِ مَثوبَهْ
جاهِداً يَحفرُ في صُمِّ الجَلاميدِ دُروبَهْ .
وَهْوَ يَبني بَيتَهُ شِبراً فَشِبراً
فإذا لاحَ لَهُ نَقصٌ
مضى يُصِلحُ في الحالِ عُيوبَهْ .
وَبصبرٍ يَجمعُ الزّادَ
ولو زادَ عليه الثِّقْلُ ما أوهى وُثوبَهْ .
وَهْوَ مَفطورٌ على السَّلْمِ
ولكنْ
عِندما يَدهَمُهُ العُدوانُ
لا يُوكِلُ لِلغيرِ حُروبَهْ .
بعنادِ النَّملِ
يكتَظُّ فؤادُ اليأسِ باليأسِ
وتنهالُ الصُّعوباتُ على رأسِ الصُّعوبَهْ
***
أيُّها النَّملُ لَكَ المَجْدُ
ودامَتْ لَكَ رُوحٌ
لم تَصِلْها أبداً عَدْوى العُروبَهْ !
اقرأ أيضاً
سواد المرء تنفده الليالي
سوادُ المرءِ تُنفدُهُ الليالي وإنْ كانتْ تَصيرُ إلى نَفادِ فأسودُهُ يصيرُ إلى بَياضٍ وأبيضُهُ يعودُ إلى سَوادِ
لي صاحب ليس يخلو
لي صاحِبٌ لَيسَ يَخلو لِسانُهُ مِن جِراحِ يُجيدُ تَمزيقَ عِرضي عَلى سَبيلِ المُزاحِ
بمقام إبراهيم عذ واصرف به
بمَقامِ إبْراهيمَ عُذْ واصْرِفْ بِهِ فِكَراً توَرِّقُ عنْ بَواعِثَ تنْبَري فجِوارُهُ حَرَمٌ وأنتَ حَمامةٌ ورْقاءُ والأغْصانُ عودُ المِنْبَرِ…
بثغر قد سقين المسك منه
بِثَغرٍ قَد سُقينَ المِسكَ مِنهُ مَساويكُ البَشامِ وَمِن غُروبِ وَمِن مَجرى غَوارِبِ أُقحُوانٍ شَتيتِ النَبتِ في عامٍ خَصيبِ
وأخ نداه ندى لذيذ المشرب
وَأَخٍ نَداهُ نَدىً لَذيذُ المَشرَبِ إِن فاضَ فاضَ بِنائِلٍ مُستَعذِبِ حُلوٌ إِذا اِستَطعَمتَهُ في مَجلِسٍ مِرٌّ إِذا ما…
حوبيب ابن عتاب أرى الأمر جنبة
حوبَيبَ اِبنُ عَتّابٍ أَرى الأَمرَ جَنبَةً فَلا وَرَعٌ إِنَّ القِناعَ بِجُندَبِ فَإِن تَربَعوا تَربَع فَوارِسُ مُعرِضٍ وَإِن تَركَبوا…
يا موقد النار بالعلياء من اضم
يا مُوقِدَ النّارِ بِالعَلياءِ مِن إِضَمِ أوقِد فَقَد هِجتَ شَوقاً غَيرَ مُنصَرِمِ يا مُوقِدَ النّارِ أوقِدها فَإِنَّ لَها…
فلما قضاه الله لم يدع مسلما
فَلَمّا قَضاهُ اللَهُ لَم يَدعُ مُسلِماً لِبَيعَتِهِ إِلا أَجابَ وَسَلَّما يَنالُ الغِنى وَالعِزَّ مَن نالَ وُدَّهُ وَيَرهَبُ مَوتاً…