هُوَ البَينُ يا موسى وَقَد كُنتَ ثاوِياً
فَما كانَ قُربُ الدارِ مِنكَ مُقَرِّبي
أَرَوضَ الصِبا قَد جَفَّ بِالبَينِ مَنبِتي
وَيا شَمسَ أُفقِ الحُسنِ قَد حانَ مَغرِبي
وَقَد كُنتُ قَبلَ البَينِ أَهذي بِمَطمَعي
وَأَرقي جُفوني بِالرَجاءِ المُحَبَّبِ
فَأَمّا وَقَد نادى الغُرابُ رَكائِبي
فَيا صَبرُ إِن شَرَّقتُ سَيراً فَغَرِّبِ
وَيا سَلوَتي في الحُبِّ بيني ذَميمَةً
وَفي غَيرِ حِفظٍ أَيُّها النَومُ فَاِذهَبِ
مِنَ اليَومِ أَرِّخ فيكَ أَوَّلَ شِقوَتي
وَآخِرَ عَهدي بِالفُؤادِ المُعَذَّبِ