لاتُجزَيَنَّ أَبا عُبَيدَةَ صالِحاً
عَن طولِ وَقفَتِنا بِقِنَّسرينا
جُزنا وَماكانَ الجَوازُ هَوىً لَنا
تَعِبينَ مِن نَصَبِ السُرى لَغِبينا
حَسِرَت مِنَ السَفَرِ البَعيدِ رِكابُنا
فَشَبِعنَ مِن أَلَمِ الوَجى وَرَوينا
وَسَرَت كِلابُكَ بِالنُباحِ كَأَنَّما
يَطلُبنَ ثَأراً قَد تَقَدَّمَ فينا
مُتَعَبِّثاتٍ بِالنُباحِ وَراءَنا
حَتّى طَرَحنا زادَنا فَرَضينا
بِتنا بِباشِيّا مِنَ اجلِكَ لَيلَةً
بَلِيَ المَطِيُّ بِبُؤسِها وَبَلينا
أَطعَمتَنا الزَقومَ حينَ أَبَتَّنا
في خانِها وَسَقَيتَنا الغِسلينا
لَولاكَ كانَ عَلى الكُفَيرِ مَمَرُّنا
وَاليَثرِبِيَّةِ أَو عَلى تَرحينا
لا أَعلَمَنَّكَ تَستَزيرُ عِصابَةً
مِن بَعدِنا شامينَ أَو جَزرينا
قَد كُنتَ تَهوى أَن نَزورَكَ حِقبَةً
كَلَفاً بِنا فَذَهَبتَ لَمّا جينا
لَولا نَصيبي مِن إِخائِكَ رِنَّهُ
عَلقٌ غَدَوتُ بِهِ الغَداةَ ضَنينا
لَتَمَكَّنَت مِنّا وَمِنكَ قَطيعَةٌ
نَغذو بَنيكَ بِدَرِّها وَبَنينا