عَلى أَيِّ أَمرٍ مُشكِلٍ أَتَلَوَّمُ
أُقيمُ فَأَشوى أَم أَهُمُّ فَأَعزِمُ
وَلَو أَنصَفَتني سُرَّ مَن راءَ لَم أَكُن
إِلى العَيسِ مِن إيطانِها أَتَظَلَّمُ
لَقَد خابَ فيها جاهِدٌ وَهوَ ناطِقٌ
وَأُعطِيَ مِنها وادِعٌ وَهوَ مُفحِمُ
وَلَو وَصَلَتني بِالإِمامِ ذَريعَةٌ
دَرى الناسُ أَيُّ الطالِبينَ يُحَكَّمُ
أُعاتِبُ إِخواني وَلَستُ أَلومُهُم
مُكافَحَةً إِنَّ اللَئيمَ المُلَوَّمُ
وَقَد كُنتُ أَرجو وَالرَجاءُ وَسيلَةٌ
عَلِيَّ بنَ يَحيى لِلَّتي هِيَ أَعظَمُ
مُشاكَلَةُ الآدابِ تَصرِفُ ناظِري
إِلَيهِ وَوُدٌّ بَينَنا مُتَقَدِّمُ
وَهِزَّتُهُ لِلمَجدِ حَتّى كَأَنَّما
تَثَنّى بِهِ الخَطِّيُّ فيها المُقَوَّمُ
أَبا حَسَنٍ ما كانَ عَدلُكَ فيهِمِ
لِواحِدَةٍ إِلّا لِأَنَّكَتَفهَمُ
وَما أَنتَ بِالثاني عِناناً وَنِ العُلا
وَلا أَنا بِالخِلِّ الَّذي يَتَجَرَّمُ
خَلا أَنَّ باباً رُبَّما اِلتاثَ إِذنُهُ
وَوَجهاً طَليقاً رُبَّما يَتَجَهَّمُ
وَإِنّي لَنَكسٌ إِن ثَقُلتُ عَنِ الغِنى
وَكُنتُ خَفيفَ الشَخصِ إِذ أَنا مُعدِمُ
سَأَحمِلُ نَفسي عَنكَ حَملَ مُجامِلٍ
وَأُكرِمُها إِن كانَتِ النَفسُ تُكرَمُ
وَأَبعُدُ حَتّى تَعرُضَ الأَرضُ بَينَنا
وَيُمسي التَلاقي وَهوَ غَيبٌ مُرَجَّمُ
عَلَيكَ السَلامُ أَقصَرَ الوَصلُ فَاِنطَوى
وَأَجمَعَ تَوديعاً أَخوكَ الُسَلِّمُ
فَإِلّا تُساعِدني اللَيالي فَرُبَّما
تَأَخَّرَ في الحَظِّ الرَئيسُ المُقَدَّمُ
وَما مَنَعَ الفَتحُ بنُ خاقانَ نَيلُهُ
وَلَكِنَّها الأَقدارُ تُعطي وَتَحرُمُ
سَحابٌ خَطاني جودُهُ وَهوَ مُسبِلٌ
وَبَحرٌ عَداني فَيدُهُ وَهوَ مُفعَمُ
وَبَدرٌ أَضاءَ الأَرضَ شَرقاً وَمَغرِباً
وَمَوضِعُ رِجلي مِنهُ أَسوَدُ مُظلِمُ
أَأَشكو نَداهُ بَعدَما وَسِعَ الوَرى
وَمَن ذا يَذُمُّ الغَيثَ إِلّا مُذَمَّمُ